-A +A
حمود أبوطالب
أكبر كذبة روّجها الغرب ودوله الكبرى، وفي مقدمتهم أمريكا، هي حرصه على حقوق الإنسان في مجتمعات العالم وحمايتها من الانتهاكات، أصابتنا دول الغرب بالصداع وهي تلهج بتلك الحقوق وتتهم كثيراً من الدول بعدم الاهتمام بها، بينما هي التي لا تعبأ بها طالما هي خارج حدودها. أمريكا وبقية الدول الغربية الكبرى ترى وتسمع ما يحدث من جرائم متعلقة بحقوق الإنسان لكنها لا تعبأ ولا تهتم، وأكبر تفاعل تقوم به هو الإدانة عبر بيان عابر تذهب حروفه مع الريح.

دعونا نتأمل ثلاثة أمثلة صارخة تفضح تلك الادعاءات وتدين المدعين حماية حقوق الإنسان:


قام نظام طالبان مؤخراً بمنع الفتيات من التعليم الجامعي ومعاقبة كل جهة تحاول خرق المنع، فمن كان السبب الحقيقي في هذا المنع، هل هي طالبان أم أمريكا التي سلمت أفغانستان لها مجدداً بقرار سريع ومفاجئ دون أي ترتيبات لحماية الشعب الأفغاني من بطشها وجهلها وتخلفها. هل كانت أمريكا تتوقع أن تتغير طالبان إلى مؤسسة حكم مدنية متحضرة، طبعاً لا، ولكن لم يكن يهمها أن تذهب أفغانستان إلى الجحيم مجدداً، وأكثر ما فعلته الإدارة الأمريكية أنها لم تبخل على فتيات أفغانستان ببيان يدين منعهن من التعليم الجامعي.

في إيران يبطش النظام بالفتيات بسبب معارضتهن لما يعتبره الحجاب الشرعي، اعتقالات وسجن وتعذيب وإعدامات للمتضامنين معهن، جلد وسحل وتعذيب على مرأى من المجتمع الدولي، الذي لم يحرك ساكناً لأنه مشغول بالملف النووي الإيراني، ولا يهم ماذا يفعله النظام بالشعب، فقط إدانات كالعادة لا أكثر.

في اليمن تمارس ميليشيا الحوثيين التنكيل بالشعب وتجنيد الأطفال والتضييق على المجتمع في كل شؤونه، وأدلجة المناهج الدراسية لإنشاء جيل بعقيدة أيديولوجية متخلفة فاسدة مدمرة للمجتمع اليمني، إضافة إلى انتهاك كل ما له علاقة بمبادئ ومفاهيم حقوق الإنسان. كل هذا يحدث وأمريكا وبقية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن لا يحركون ساكناً، ويتغاضون عمداً عن هذه الجرائم البشعة.

الأمثلة لا تعد ولا تحصى على ازدواجية المعايير لدى المجتمع الدولي وأقطابه الكبرى التي تمارس هذه الازدواجية البشعة بكل وقاحة، ولا تخجل من ترويج ادعاءاتها الكاذبة بشأن حقوق الإنسان، بل وتمنع الشعوب من محاولات الحصول عليها لأنها تحمي الأنظمة القمعية التي صنعتها لتحقيق مصالحها على حساب الشعوب وأوطانها.