-A +A
حمود أبو طالب
فاجأنا الإعلامي الشهير جورج قرداحي قبل يومين، وبحسب ما نشرته وسائل التواصل، بتصريح يتضمن حباً وولاءً للمملكة واعترافاً بفضلها عليه، وأنه يعتبرها بلده الثاني الذي يستحيل أن يسيء له. هكذا وبدون مناسبة مفهومة تحول قرداحي 180 درجة تجاه المملكة، من الهجوم العلني عليها والقدح فيها والغمز واللمز في قناتها خصوصاً خلال فترته الوزارية العابرة في دولة حزب الله اللبنانية، إلى محب لها، هكذا دون مقدمات نهضت فيه شيمة الوفاء ومروءة الاعتراف بالفضل، فهل يعتقد السيد جورج أن كلامه «المهضوم» سوف يهضمه الشعب السعودي.

جورج قرداحي ليس سوى واحد من صنف الإعلاميين الكثر الذين مروا علينا في فترات ماضية، عاشوا بيننا وطوّروا مهنتهم لدينا ووجدوا وظائف محترمة أتاحت لهم البروز والمال الوفير، وبعد أن تمتعوا بالحياة الكريمة والاحترام والتقدير غادروا المملكة وقلبوا لها ظهر المجن وردوا جميلها بأحقر التصرفات، هاجموها كذباً وتواطأوا عليها مع أعدائها وجندوا ضمائرهم الملوثة ضدها، وللأسف فقد تسامحنا مع بعض منهم كثيراً وصدقنا اعتذاراتهم رغم كل الدناءة التي مارسوها ضدنا.


المشكلة أن الوقاحة التي اقترفها جورج ضد المملكة ما زالت طازجة، وهذا غباء منه حين يعتقد أن الذاكرة السعودية ضيقة ولحظية ومليئة بالثقوب. استعجل كثيراً في اعتذاره وتسوله صلحاً مع المملكة، وهذا دليل أكيد أنه ما زال كسابقيه من أمثاله يعتبر الشعب السعودي ساذجاً ومتسامحاً حد البلاهة.

مسألة فضل المملكة عليك هي الحقيقة الصحيحة الوحيدة في كلامك يا سيد جورج، أما تأكيدك استحالة إساءتك لها فماذا نسمي ما قلته عنها وما وصفتها به، ومن ناحية إشارتك إلى أنها بلدك الثاني فهذه كذبة صارخة، فالشخص الوفي لا يطعن بلده الثاني أبداً مهما كانت الظروف، المملكة هي البلد الثاني فعلاً للأشقاء اللبنانيين الشرفاء الأوفياء وليس للحربائيين المتلونين مثلك. إن تجربتنا مع أصنافك سابقاً قد علمتنا درساً مهما هو: لا يُلدغ السعودي من جحر مرتين.