-A +A
أسامة يماني
لقد كان فوز منتخبنا الأخضر نصراً عظيماً وحدثاً كروياً تأريخياً. أفرحنا وأبهجنا جميعاً، وأبهج عالمنا الإسلامي والعربي لأنه فعلاً نصر الجدارة والعمل والمثابرة. الفوز والنصر ليس نصيباً أو حظاً أو صدفة وإنما جهد وعمل دؤوب وأخذ بالأسباب والمسببات. يقوم على برامج إعداد وتدريب وتخطيط ودراسة ومعرفة بالمنافس وتجانس وتكامل بين أعضاء الفريق والإدارة والمدربين والكوادر الطبية والفنية وكافة العناصر التي تدخل في صناعة رياضة كرة القدم. كما يكشف ظهور اللاعبين أمام الإعلام مدى التوجيه والتثقيف الإعلامي الذي حظي به اللاعبون. أشياء وعناصر كثيرة وجهد مضنٍ وعمل احترافي وراء هذا النصر الكروي الكبير. نصر يدل على البرنامج الجيد والإعداد الممتاز الذي أوصلنا لهذه النتيجة العالمية باستحقاق. لقد كان جهدًا منصّبًا على الإنسان القادر على صنع المعجزات. هذا النصر ما كان له أن يتحقق بدون تعديل البوصلة نحو الاحترافية والعمل المؤسسي والبعد عن الفردية والتركيز على العمل الجماعي والنهج العلمي والتطوير ورعاية المبدعين والاهتمام بالإبداع والتميز كفريق وبروح الجماعة المتجانسة المتكاملة.

نحن ننتصر في كافة الجوانب وعلى كافة الأصعدة لأن القيادة أخذت بأسباب النصر والفوز ووجهت البوصلة نحو التنمية والتعليم والعلم والتقنية والتطوير والإبداع والفكر والثقافة واضعة الإنسان نصب عينيها. لقد استشعر ذلك القريب والبعيد حتى أن لسان حال المغردين الإيرانيين يقول: «كيف تتقدم السعودية في جميع الجوانب حتى الكرة ونحن عالقون داخل أربعة كهوف». السعودية تنتصر لأنها خرجت من عباءة ورداء أهل الغفوة أو من كانوا يطلقون على أنفسهم الصحوة وهم ليسوا بصحوة بل غفوة وظلامية كانت تحرص على أن يعيش المجتمع في كهف ظلامي يحذرون الناس من الخروج منه ويخوفونهم من التنوع والإبداع والفن والفكر والثقافة والموسيقى والعلم والانفتاح للحياة واحترام الآخر.


لقد انتصرنا لأننا نأخذ بأسباب الفوز، ونعلم أن الطريق طويل وصعب ولكن العمل الجاد والأخذ بالأسباب هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق الأهداف والنجاح والفوز وتحقق لنا الانتصار على التخلف والجهل والمرض والفقر. والواقع أننا نلمس ونرى نجاحات في كثير من القطاعات وهذه هي البداية للنجاح والانتصار الكبير.

إن انتصارنا الكروي وحَّد الشعوب العربية، وقد ذكرت صحيفة واشنطن بوست: «فوز المنتخب السعودي وحَّد العالم العربي المنقسم، حيث قامت الاحتفالات في جميع أنحاء الشرق الأوسط». وأظهر هذا الفوز مدى حب الشعوب والقيادات العربية والإسلامية لهذا البلد الأمين الذي يرفع راية التوحيد الخضراء بعطائها. هذا النجاح الكروي المهم والتاريخي أفضل دعاية وتعريف بالمملكة العربية السعودية ويثبت بأن خلف كل نجاح وانتصار عوامل قوة وإرادة وعزيمة وعلم واحترافية وعمل دؤوب. لقد انتصر الأخضر انتصاراً مدوياً على فريق تبلغ قيمته أكثر من ٦٠٠ مليون يورو.

بالتوفيق والنجاح للأخضر الذي استمتع بلعبه وأمتع جمهوره ومحبيه. ونقول له كما قال شاعرنا موسى السليم:

مبروك يا أغلى منتخب

يا منتخب عز العرب

أنت هنا أنت فرح أنت طرب

يا سعودي

يا فخر العرب