-A +A
أسامة يماني
تظنُّ إيران أنها لن تستطيع أن تقيم وتعيد أمجاد دولة فارس دون حصولها على القنبلة النووية، ومن أجل ذلك تسعى بكل عزمٍ إلى الحصول على السلاح النووي. تعتقد إيران أنها دون سلاح نووي ستظل دولة هامشية أو دولة غير مؤثرة في المنطقة، وأن قوة إسرائيل تكمن في أنها دولة تملك السلاح النووي. لهذا تحاول إيران التقرب إلى روسيا من أجل تطوير قدراتها على صنع سلاح نووي، خاصة أن روسيا تعتبر من الدول الرائدة والمتفوقة في هذا المجال.

إيران في الواقع أقرب للغرب من روسيا؛ فهي صنيعة غربية صنعت لتقسيم المنطقة وتفتيت الدول العربية وخلق الفوضى الخلَّاقة والحروب الأهلية والدمار والخراب. هذه وظيفتها لهذا لم تهتم إيران بالشأن الداخلي وتحسين أوضاع مواطنيها. والثورات الداخلية المتكررة أفضل دليل على عدم الرضا الشعبي عن حكومة الملالي.


علاقة إيران بروسيا ليست كما يبدو في السطح؛ لأن إيران الملالي ذات أيديولوجية عقائدية وفكر متطرف ديني يقوم على بث بذور الكراهية للآخر والعداء. وهذا الفكر يشكل خطراً على روسيا التي يشكل الإسلام السني ثاني أكبر دين فيها، حيث يمثل المسلمون السنة 15% من الروس. والإسلام ديانة معترف بها في روسيا ومن قِبل القيادات السياسية باعتباره واحداً من الديانات التقليدية في روسيا، ويعتبر جزءاً من التراث التأريخي الروسي، تدعمه الدولة مَالِيّاً منذ زمن كاترين الثانية التي مولت المنح الدراسية. ويشمل تأريخ الإسلام في روسيا فترات من الصراع بين المسلمين والأغلبية الأرثوذكسية، وفترات من التعاون والدعم المتبادل وقد ساعد المسلمون الدولة الروسية ضد العثمانيين.

إن خطر إيران كبير في هذا الجانب على روسيا، لهذا اختار الغرب خلق هذا الكيان في المنطقة، من أجل إثارة النعرات والفتن والطائفية والمجوسية البعيدة كل البعد عن التسامح والمحبة، بهدف إثارة الفوضى الهدامة في المنطقة وتفتيتها لتصبح لقمة سائغة للدول الغربية كما حدث في سوريا مثلا. وفي نظري أن هذا الخطر لا يغيب على روسيا. فتأريخ الدولة الإيرانية بالغرب بدءاً من الدولة الصفوية التي تعاونت مع البرتغال لضرب المنطقة العربية وكذلك تعاونها مع غيرها من الدول الاستعمارية في ذلك الوقت وبعده.

روسيا أقرب للدول العربية منها لدولة الملالي وعقيدتها الطائفية المحملة بالكراهية. وإن ما تسعى إليه روسيا حَالِيّاً هو محاولة لإبطال وتخفيف حدة المخطط الغربي الذي جاء بدولة الملالي للمنطقة رغبة في نشر الدمار والحروب والسيطرة ونشر الجهل.

اقتصادياً روسيا تشارك العرب هموم المحافظة على الطاقة التي يحاول الغرب تجييرها لصالحه وتحويلها من نعمة لأصحابها إلى نقمة، وذلك بأن يجعل أصحابها يقومون بدفع الضرائب للغرب مقابل إنتاج الوقود والطاقة.

إيران لن يسمح لها أحد سواء الغرب أم الشرق بأن يكون لها أجندتها الخاصة بها والتي تقوم على تطوير صناعتها النووية التي تعتمد على المفاعلات النووية من أجل فرض نفوذها في المنطقة. عند وصول إيران لهذه المرحلة سوف تشكل خطراً على الغرب والشرق. لهذا فلا حل إلا بتفكيك المفاعلات النووية. سيأتي يوم قريب تواجه فيه إيران خيار تفكيك المفاعلات النووية أو الدخول في فوضى ومشاكل داخلية كالتي تحاول أن تبثها في المنطقة.

إيران الملالي مركز لنشر الجهل في المنطقة. لهذا فإن فرص بقائها بهذا الفكر والعقيدة المنحرفة والأيديولوجية الغنوصية ضعيف، وسوف يتم تفكيك مفاعلاتها النووية بطريقة أو أخرى فلا بقاء لجمهورية الظلام.