-A +A
حمود أبو طالب
مع اقتراب موسم الشتاء تنكمش معظم عواصم العالم ويدب فيها الكسل، تصبح خاملة تبحث عن الدفء والدعة، تتوقف كل نشاطاتها تقريباً. الرياض استثناء لذلك، أصبحت نشاطاتها لا تخضع للمواسم، ربما ينخفض إيقاعها في الصيف قليلاً لكنه لا يتوقف، أما حين يبدأ بالرحيل فإنه يرتفع ويعلو ليصل ذروته مع هبات الشتاء لتصبح المدينة المستيقظة نهاراً وليلاً بينما بقية العواصم شبه نائمة.

الرياض العالمية تصبح في مثل هذا الموسم بؤرة الضوء ونقطة الجذب المغناطيسي لحركة المنطقة والعالم، ما إن تنتهي مناسبة حتى تبدأ أخرى، لا يُختتم مؤتمر أو منتدى إلا ويبدأ التالي، ولا يبدأ نشاط إلا ويرافقه نشاط آخر. تأملوا ما حدث خلال الفترة القصيرة الماضية فقط. منتدى مبادرة الاستثمار أو دافوس الصحراء، مؤتمر الأمن السيبراني، المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون، منتدى مسك، ويوم أمس منتدى الحكومة الرقمية، كل هذا يحدث وسوف يحدث غيره بالتزامن مع أكبر موسم ترفيهي عالمي «موسم الرياض» الذي يستقطب فعاليات غير مسبوقة في كثير من بلدان العالم. أي أن الرياض أصبحت ورشة عمل عالمية نهاراً ومهرجان ترفيه وبهجة عالمي مساءً.


المدينة التي كانت طاردة صيفاً وخاملة شتاءً أصبحت مدينة كل الفصول والمواسم، لم تعد تعترف بتباينات الطقس لأن لديها برامج مزدحمة بالكاد يتسع لها الوقت. الفكر الجديد، فكر الرؤية، والإرادة الجديدة والطموح الكبير جعل عاصمة المملكة نابضة في كل الأوقات. أصبحت المملكة حديث العالم وأصبحت الرياض أيقونة العواصم التي لا يتوقف نشاطها.