-A +A
أريج الجهني
«المهم أن تستمتعوا باللعب»، هكذا عبر سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- في حديثه المحفز مع أبطال المنتخب السعودي، وكيف كان حريصاً وبشدة على الجانب النفسي للاعبين، وعناية سموه الفائقه بمشاعرهم ووجدانهم وكأنه يعبر وبوضوح عن مرحلة مجتمعية مترفة بالوعي والحضور الذهني والوجداني، مرحلة تعكس التميز ليس على مستوى الأفراد فقط بل تميز في المجتمع والمنظمات وكيف أصبحت السعادة والطمأنينة (عملاً مؤسسياً) وليست مجرد اجتهادات. نعم إن فكرة «الناس لا تنسى كيف جعلتهم يشعرون» فكرة حقيقية جداً، والفهم العميق لصناعة المعنى من الجهد أو التنافس يخلق نوعاً من الأريحية المنتجة والعقول المنجزة.

وطن المبادرات، في أقل من شهر أقيمت على أرض الرياض وحدها العديد من المبادرات النوعية؛ أبرزها مبادرة مستقبل الاستثمار وتدشين موسم الرياض، المملكة اليوم تقود المشهد الاقتصادي والاجتماعي أيضاً، فالقادة المؤثرون هم وحدهم من يجيدون صناعة التأثير في الفريق والمحيط، وصناع القرار يدركون جيدا الأثر الإيجابي في أن يكون الناس سعداء وبشكل عملي، فالسعادة المجتمعية تعني أنك بلد تنافسي وقادر على أن تستقطب أهل العقول النيرة والمبدعين، وأن الرياض -على سبيل المثال- ستكون مدينة سياحية ليس على المستوى الإقليمي فقط بل مدينة تستوعب العالم بأسره. بجانب كل ما سبق، فإن السعادة المجتمعية التي تنبع من الوعي المجتمعي والمشاريع الترفيهية التي تطلقها بشكل فريد هيئة الترفيه تصنع اقتصادات فردية وموسمية تعزز الإنتاجية لدى المواطن، بالتالي المزيد من الدخل والمزيد من الاستقرار.


هذه قصتنا؛ ولكل منا دوره، واليوم ونحن مقبلون على المزيد من السياح من المهم أن نستحضر الواجبات المجتمعية علينا كأفراد، لن أتحدث عن الكرم فهو فطرة في نفس كل مواطن ومواطنة، ولن أتطرق للضيافة فالترحاب مكون رئيسي في دماء السعوديين، لكن لنعكس اليوم قصتنا ورؤيتنا. وسأسرد بشكل مختصر أبسط إستراتيجيات في حال خوض نقاشات مجتمعية حادة: أن تتجنب الدخول في الحوارات الفارغة قدر المستطاع، لا بأس بأن تجامل من هم أكبر منك بالعمر لكن احتفظ بحقك بالرد بهدوء، تعاون مع محيطك في أن يكونوا نسخة أفضل من أنفسهم، سيطر على غضبك وتعلم طرقاً صحية للتنفيس عنه، مصالحة؟ نعم للتصالح وإيجاد منطقة مشتركة خيار جيد، أخيراً كن سعيداً!، نعم ضبط النفس والمزاج ليس قراراً فردياً هو مزاج عام احرص ألا تكون عنصر توتر أو حتى مصدر قلق.

خلك قريب؟ نعم كن قريباً ليس فقط من أطفالك وأسرتك، كن قريباً من وطنك وقادتك ورؤيتك وأهدافك، كن مواطناً متميزاً لأنك بالفعل كذلك. كما أن هناك مؤشرات للتميز المؤسسي فإن لتميز المجتمعات محكات ودلائل وشواهد، ووطننا مليء منها ما يعكس ثقافة وتعليم الأغلبية، ولنتذكر جميعا أن التميز ليس «سمة» كما كان يظن الناس قديماً، بل هو سلوك ومهارة يتحقق بالممارسة والاستمرارية والعقول المتميزة هي التي تؤمن بأنها «تستطيع» ولا تنتظر المستحيل بل تتجاوزه. كونوا بخير.