-A +A
ريهام زامكه
• (دعاء الدخول إلى هذا المقال):

سكنهم مساكنهم.


عزيزي القارئ؛ من فضلك سلمني عقلك لأتعبث به وأخبرني ما هو شعورك إذا رأيت أمامك شخصاً لا تعرفه، ولكنك استلطفته وتبادلتما أطراف الحديث وضحكتما معاً ثم اكتشفت فجأة أنه جنّي وليس إنسي، ورغم هذا كان (حبوب) ومحترم ولن يؤذيك، بل على العكس يريد مصاحبتك وإرضاءك بأي وسيلة كانت، قل لي ماذا سوف يكون شعورك ورد فعلك وقتها؟!

عن نفسي سوف أرحب به، وبصداقته، وأقول له يا هلا وسهلا بصديقي (العفريت)، ببساطة لأنه سيساعدني كثيراً في الحصول على ما أريد، ومن خلاله سأستطيع أن أتعرف على أصدقائه من (الجن الواصلين) الذين ساعدوا زُمرة المفسدين وسرقوا الناس بالباطل حتى كوّنوا ثروات لا بأس بها ثم أوهموهم أنهم (متلبسين بالجنّ) وقالوا بكل بجاحة: (هذا من فضل ربي).

صديقي الجنّي سوف اشكي له همومي، ويشكي لي همومه، وسوف نتبادل الثقافات وأسأله عن عالم الجنّ وخفاياه، وسأعرف منه هل هناك (جنّي صحونّجي) يتبع الخرافات والبدع ويحرّم ما أحل الله، وهل هناك جنّي متطرف وآخر عنصري، وهل هناك جنّي يقول: (غطي وجهك يا مَره)، وهل نسائهم (الجنيّات) المصونات يعملن ويقدن السيارات أو هُن مثل الملكات (مرزوعات) في بيوتهن؟!

وسوف أعرف منه أيضاً سبب تلبسهم لبني الإنس، وهل صحيح أن فيهم جنّي عاشق ومن الممكن أن يحب إنسية ويصبح هناك تزاوج ما بينهم حسب ما يقول (بعض المستشيّخين) بما إن الجنّ لا يبنون ولا يزرعون ولا يعملون ولا يفعلون أي شيء سوى مشاركة الإنس في مأكلهم ومشربهم وبيوتهم وحياتهم!

وعلى أي حال؛ لا تقلقوا عليّ وسوف أخبركم يا معشر الإنسيّين عن كل شيء أعرفه عن عالمهم الغامض، وبالنسبة لكم فلا داعي لأن تصادقوهم حتى تستطيعوا التفريق بين المنطق والتهريج، فآخر صيحات البِدع لتعزيز هذه الخرافات مُغلفة بأسلوب: هل تعلم؟

مثلاً أن تصلك رسالة على «الواتساب» مكتوب فيها: ««هل تعلم أن قراءة هذا الدعاء سوف يقيك من الجنّ لمدة أسبوع؟! أو هل تعلم أن الجنّ يبتعد عنك يوماً كاملاً إذا أكلت التمرات بعدد فردي»!

عموماً وقبل أن أودعكم وأعود للسماء العاشرة؛ هل تعلم يا عزيزي القارئ إنك إذا نشرت هذا المقال وأرسلته لأحبابك من الإنس والجنّ سوف تسمع خبراً سعيداً وترزق بمال كثير. (أعلم أنك لا تعلم).

• (دعاء الخروج من هذا المقال):

«سبعة شلوّك ثم دلوبك ونفروبك في وادي وهبدوبك وبقعا تصوعك ياللي في بالي».