-A +A
سلطان الزايدي
في الوسط الرياضي يتعمَّد الإعلام أحيانًا إثارة بعض القضايا المرتبطة باللاعبين، وأعني هنا (نجوم الشباك)، فالإعلام الرياضي من سياساته صنع الإثارة؛ حتى يصبح الجانب التسويقي في أفضل حالاته، وحين يتمكن أي إعلامي من تقديم مادة مثيرة مرتبطة بالنجوم والأندية الجماهيرية، فهذا عملٌ مهنيٌّ يخدم مصالحه الإعلامية، ومقياس النجاح في هذا الأمر هو الجمهور وحجم ردّة فعله.

ومن المتعارف عليه أن دور لاعب كرة القدم المحترف في الملعب فقط، فقد تمّ التعاقد معه من أجل هذا الغرض، وأي أدوارٍ أخرى خارج المستطيل الأخضر غير مهمة، وربما يكون لها تأثيرٌ سلبيٌّ على اللاعب وفريقه؛ وبالتالي ستصبح الفائدة الفنية منه في أقل درجاتها، هذا الحديث لا يمكن أن نستثني منه أي لاعب، مهما كانت قدرته على التعايش مع الضغوطات، والأمثلة في هذا السياق كثيرة، ولو عدنا بالذاكرة قليلًا للوراء، وتحديدًا في الموسم الماضي، وتابعنا تفاصيل انتقال محترف النصر البرازيلي «أندرسون تاليسكا»، وما صاحب هذا الانتقال من صخب واستفزاز للمنافسين، وكيف كان تأثيره على اللاعب وعلى النصر طوال الموسم، الذي فقد فيه النصر فرصة المنافسة ومن وقت مبكر على كل بطولات الموسم، فالنادي الذي يملك القدرة المالية على استقطاب أفضل النجوم يجب أن يكمل مهمته في هذا الاتجاه، ويُبعد نجوم الفريق عن أي مؤثرات قد تكون سببًا في وضعهم تحت الضغط، ويجب أن يكون كل التركيز منصبًّا على كيفية تحقيق الاستفادة القصوى من هؤلاء النجوم؛ حتى يصبح المردود الفني منهم مميزًا، وبالتالي تنعكس على نتائج الفريق داخل الملعب.


في هذا الموسم يتكرر الأمر مع محترف الاتحاد المغربي «عبدالرزاق حمدالله»، فاللاعب اليوم يعيش ضغوطاتٍ كبيرةً داخل الملعب وخارجه، ولعل خارج الملعب بات أكثر تأثيرًا من داخله، وهذا بكل تأكيد ساهم وبشكل مباشر في انخفاض مستوى اللاعب، وعدم قدرته على تجاوز أزمته الفنية داخل الملعب.

لذا من المهم أن تعمل الأندية على تلافي مثل هذه الأخطاء، وتسعى جاهدة لأن يبقى دور اللاعب داخل الملعب.

إن تهيئة البيئة المناسبة للاعب هو عملٌ إداريٌّ مهمٌّ، ربما لا يقل أهمية عن العمل الفني أثناء التدريب، لكن محاولة إقحام نجوم الفريق في صراعات إعلامية لأهداف معينة تخدم مصالح الإدارة، فهذا الأمر لن يتحقق معه أي نتائج إيجابية تصعد بالفريق لمنصات التتويج!!

وقفة: تأمن من كلِّ شيءٍ إذا أمن منك كلُّ شيء.

دمتم بخير،،،