-A +A
سلطان الزايدي
في الوسط الرياضي لا تكاد تخرج من قضية إلا وتحضر قضية أخرى، وعلى العموم إن النقاشات والحوارات في كل جوانب الحياة أمر صحي وإيجابي، ولا أظنها تُغضب أحدًا، متى ما ارتبطت بضوابط الحوار الراقي السليم والمفيد، والذي يعبر عن وجهات نظر مختلفة، قد تكون مفيدة وتخدم المجتمع في بعض جوانب الحياة، لكن حين يكون الحديث عن الوسط الرياضي فهنا تكون المسألة مختلفة قليلًا؛ وذلك لأن الأمر أصبح في كثير من الأحيان خاضعًا لنقاش منغمس في وحل التعصب دون النظر لقيمة الفكرة أو القرار المتبع، وهذا لا يعني أن جميع الأفكار سليمة وكل القرارات صحيحة، بل إن بعض النقاشات والحوارات الصادرة عن المسؤول لا يمكن أن نتجاهلها أو نضعها في الإطار الصحيح لها؛ لأنها -للأسف- أحيانًا تكون وقودًا للتعصب وإثارة الوسط الرياضي بكل شرائحه، فعلى سبيل المثل تشكيلة المنتخب السعودي التي تم اختيارها مؤخرًا من قبل المدرب «هيرفي رينارد» لم تكن بعض الاختيارات مبررة، وإن كان لها تبرير معين لدى المدرب فلا أظنه مقنعًا، خصوصًا أن بطولة كأس العالم التي ستقام في قطر لم يتبقّ عليها وقت طويل؛ حتى نضع احتمالية أن المدرب يجرب بعض الأسماء، ومدى الاستفادة منها في المونديال؛ لذلك لا يمكن أن نلوم كل من انتقد هذه الاختيارات؛ لأنه انطلق من مبدأ العدل، فلا يمكن أن يعتمد أي مدرب على لاعب لا يشارك مع ناديه بسبب الإيقاف أو الإصابة، ويتجاهل لاعبًا آخر هو في القائمة الأساسية مع ناديه، ويؤدي عملًا جيدًا داخل الملعب!.

مثل هذه القرارات إذا لم يصاحبها تبرير مقنع ستكون مصدر شك وإثارة لروح التعصب، ولا أفهم ما الذي يفكر فيه مدرب المنتخب حتى يخرج بهذه القائمة!؟


إن النجم الشاب «عبد الرحمن غريب» خرج من الأهلي؛ لأنه يبحث عن مشاركة في كأس العالم، وهو من لحظة حضوره للنصر يجتهد ويقدم مستويات كبيرة بشهادة كثير من النقاد الفنيين، لكنه يصدم باستبعاده عن معسكر مهم لتجهيز المنتخب لكأس العالم، هذا التصرف لا يمكن أن تكون خلفه رسالة مفيدة للاعب مثل: عبد الرحمن غريب أو عبد الرحمن العبود أو عبد الله المعيوف، هناك خلل واضح في تقييم الأمور في هذه المرحلة، ويجب تداركه قبل فوات الأوان، خصوصًا ونحن نبحث عن مشاركة إيجابية في قطر، ونحتاج فيها للاعب الأكثر جهازية ولديه خبرة جيدة للدخول في معمعة هذه البطولة.

وقفة: أن تمتلك ثم تفقد أكثر إيلامًا من أن لا تمتلك أصلًا.

ودمتم بخير،،،