-A +A
حسين شبكشي
بهدوء شديد وثقة هادئة تواصل وزارة البيئة والمياه والزراعة تقديم الأداء الجيد والنتائج الإيجابية التصاعدية في ما يخص المنتجات الزراعية الوطنية سواء أكان ذلك في ما يخص توسيع رقعة الإنتاج الزراعي كمّاً أو تحسين جودة المنتجات نفسها. المنتجات الزراعية السعودية تواصل مفاجآتها فها هي تنتج البن السعودي بجودة فائقة وتصل للاكتفاء الذاتي من إنتاج فاكهة التين وتوسع من إنتاج فاكهة المانجو والتي باتت تأخذ مكانة مهمة ولافتة في حصة هذه الفاكهة الموسمية. هذه مجرد أمثلة بسيطة جداً على نماذج لقصص نجاح رائعة لمنتجات زراعية سعودية ناجحة ومميزة. وتأتي قصص النجاح هذه إضافة نوعية لا يمكن إغفال أهميتها لمنتجات اكتسبت مع مرور الوقت مكانة دولية مهمة ومميزة مثل التمور السعودية بمختلف أنواعها والورد بشقيه سواء أكان الذي يزرع في الطائف أو ذلك الذي تتم زراعته في تبوك، مع عدم نسيان السمعة التاريخية الموجودة في ذاكرة الكثيرين للأرز الحساوي، ومؤخراً بات لزيتون الجوف مكانة جيدة وسمعة طيبة في الأسواق. ولكن على ما يبدو أن هذا الجهد المميز في الإنتاج والمحافظة على جودة المنتج والقدرة المستمرة على تطويره تبقى بحاجة ماسة للغاية إلى روح إبداعية في مجال التسويق والترويج للسلع والمنتجات بشكل محترف ومهني يمكنها من إيجاد موقع مميز ومكانة لافتة في وسط سوق لا يرحم مليء بالمنافسة الحادة من عمالقة متمرسين في هذا المجال. والأمثلة على ذلك كثيرة بلا شك، فالحملة الترويجية التي تقوم بها إسبانيا لمنتجات الزيتون فيها باتت أسطورية وهي المسألة التي جعلت لزيت الزيتون فيها ينال جائزة أفضل زيت زيتون في العالم لسنوات متتالية. ونفس الشيء قامت به إيطاليا بالنسبة للطماطم فيها، وفرنسا بالنسبة للأجبان عندها، وآخر الدول المهمة التي تقوم بحملة ترويج مكثفة لمنتجاتها الزراعية هي كوريا الجنوبية والتي دشنت حملة ترويجية هائلة تبرز فيها الكمثرى الكورية المشهورة بالإضافة لمنتجات زراعية مميزة أخرى.

الهوية المميزة لمنتجات الدول الزراعية تصبح مع الوقت جزءاً مهماً من تراثها وإرثها ورصيدها الثقافي وهناك العديد من النماذج الناجحة والمميزة التي تؤكد أهمية ونجاعة هذا التوجه متى ما كان تنفيذه بشكل متقن واستثنائي. الطموح السعودي الكبير الذي يتجسّد في التوسع الكبير في المنتجات الزراعية جعل من المملكة ثالث أكبر الدول العربية في الإنتاج الزراعي، وهو الأمر الذي كان هدفاً بعيداً منذ فترة غير بعيدة. ومع الإنجاز يكبر الطموح ويتسع الأمل وتزداد المسؤولية وهو الذي يتطلب تطويراً كبيراً في خطة التواصل والترويج والتسويق لأن المرحلة القادمة ستكون المنافسة فيها أشد.