-A +A
حمود أبو طالب
اليوم يعود النبض إلى معاقل العلم، ويتغير إيقاع الحياة تبعاً لملايين الأبناء والبنات الذين يبدأون عاماً دراسياً جديداً. سوف تمتلئ الصباحات بحركة الأطفال الصغار ونشاط الطلاب والطالبات الكبار، وسوف نبذر في حقول العلم أفواجاً جديدة من فلذات الأكباد، التي ستتبرعم وتتفتح وتنشر عبيرها في وقت ما في فضاءات الحياة.

التعليم.. التعليم.. التعليم.. كل الفلاسفة والحكماء والعلماء والقادة البارزين عبر التأريخ يؤكدون ويشددون على البحث عن مستوى التعليم في أي أمة إذا أردنا التنبؤ بمستقبلها. ولذلك لا غرابة أن يتصدر التعليم لدينا قائمة اهتمام الدولة، إنفاقاً واهتماماً وتطويراً. وقد جذب التعليم لدينا في المرحلة الراهنة كثيراً من النقاش وطرح الرؤى والأفكار والآراء حول المتغيرات التي تحدث فيه، وهي متغيرات جوهرية بارزة طالت كل مكونات وتفاصيل العملية التعليمية، وشملت كل مستويات التعليم، وهذا توجه حيوي مهم لأنه يدل على الرغبة الأكيدة في البحث عن أفضل الأساليب والتجارب التعليمية للاستفادة منها وتطبيق ما هو ملائم لنا منها.


الجمود والركون إلى أساليب تقليدية والاستمرار في الاعتماد عليها دون تجريب غيرها يصيب أي مجال بالترهل، فما بالكم بالتعليم الذي يعتبر مجالاً خصباً يحتاج إلى التجديد بكل مفيد. وقد اتخذت وزارة التعليم في المرحلة الأخيرة كثيراً من القرارات المفصلية غير المسبوقة، وهي بالتأكيد لن تكون محل اتفاق الجميع عليها، ومن الطبيعي أن تكون لدى البعض آراء أخرى مختلفة حولها، لكن المؤكد أن الوزارة تحولت إلى ورشة عمل متخصصة تعمل آناء الليل وأطراف النهار للوصول إلى ما هو أفضل، وكل جديد لا يتم تطبيقه إلا بعد التأكد من فائدته، كما أنه خاضع للتقييم المستمر والمراجعة، ولا ضير في إعادة النظر في أي تجربة بعد تقييمها.

نرجو لأبنائنا وبناتنا عاماً جديداً مكللاً بالتوفيق، وأيضاً ندعو لكل الجهات المسؤولة عن التعليم بالسداد في استمرار تطويره ليصبح وطننا -بإذن الله- نموذجاً نفخر به دائماً في هذا المجال.