-A +A
منى العتيبي
أسعد كثيراً عندما أسمع وأشاهد شبابنا يتحدثون عن المستقبل وتحقيق مشاريعهم الخاصة؛ سعياً للاستقلال المادي، وهذا الأمر يعد مؤشراً جيداً ويفي بمتطلبات الرؤية الاقتصادية للمملكة في توسع مصادر الدخل السعودي وتنوعها، ولكن الأمر الذي لاحظته في العالم الرقمي أن البعض من الشباب (والشيّاب أيضاً) يضع تركيزه في أعلى رقم مالي سيكسبه بأي وسيلة كانت، وهذا الأمر جعلهم فريسة وضحايا للاستغلال والاحتيال والنصب عليهم، وأحياناً استخدامهم كأدوات ضد الوطن، والبعض منهم كان ضحية نفسه، فأصبح يتنازل عن قيمه ومبادئه؛ كي يلفت الانتباه إليه بأي صورة كانت ويحصل على المال.

بين كل يوم وآخر، يظهر لنا نموذج من ضحايا المال في مواقع التواصل الاجتماعي كإحدى وسائل العالم الرقمي لكسب المال؛ لنجد فيها المجتمع يطالب بالقبض عليه؛ لأنه تجاوز القيم والمبادئ وأحياناً الدين.. أو نجدهم يتعاطفون معه في خسارته لماله حين وقع ضحية محتال خارج البلاد.. هذه النماذج من رأيي هم ضحايا المال، يريدون أن يصلوا إلى أهدافهم المالية بسرعة البرق؛ لذلك نراهم يتصرفون بلا وعي.


في الحقيقة ربما لو كانت هناك منصة وطنية مختصة أو جهات توعوية كدليل إرشادي واستثماري تضم خبراء ومختصين، وتحدد للجميع الجهات الرقمية الآمنة والأنظمة والقوانين الاستثمارية العامة والخاصة، لما رأينا كل هؤلاء الضحايا.. ولما احتجنا كل مرّة إلى تدخل النيابة العامة، ولا رأينا عدد الضحايا يزداد في الوقوع بين يدي محتالي ولصوص الخارج! فلكم أن تتخيلوا أن صديقتي الطبيبة الفطينة وقعت ضحية منصة رقمية للتداول خارج البلاد! جهلاً منها وثقة بالمنصات الرقمية! فكيف بالذين للتو ينطلقون وتغريهم إعلانات العالم الرقمي الوهمية؟!