-A +A
حمود أبو طالب
لم يكن لوسائل الإعلام العالمية ليلة الاثنين خبر آخر غير مقتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري في كابل، كان العالم بانتظار تأكيد الخبر من الرئيس جو بايدن، الوحيد المخول بتأكيد الخبر رسمياً في حالة كهذه، وفعلاً خرج بايدن على الملأ من الحجر المفروض عليه بسبب إصابته بكورونا ليؤكد الخبر من خلال خطاب ممزوج بعبارات النصر والثأر لأمريكا عن هجمة 11 سبتمبر وما سبقها وتلاها لتنظيم القاعدة، وهكذا لحق الظواهري بالزعيم السابق أسامة بن لادن وغيره من قادة الإرهاب الذين تفاجئنا أمريكا باستهدافهم في التوقيت الذي تحدده.

كانت أفغانستان كلها تحت مجهر أمريكا باستخباراتها وجيشها وعملائها وجواسيسها وأقمارها الصناعية ووسائل استشعاراتها المتطورة منذ اجتياحها بعد هجمات 11 سبتمبر، وبذلك تكون كل عناصر القاعدة بمن فيهم قادتها منذ الجيل الأول إلى الآن تحت مراقبتها، مقرات إقامتهم ومخابئهم وتحركاتهم كلها مرصودة، ومتوقع أيضاً أن عملياتهم الإرهابية كانت معروفة لاستخباراتها، ومع ذلك تركتهم ينفذونها لتصبح المسألة فعلاً ورد فعل، أو استثماراً للعمليات الإرهابية وقادتها في ملفات سياسية داخل وخارج أمريكا.


كان بإمكان أمريكا القبض عليهم كلهم، لكنها لا تريد ذلك، فهم مصنوعون لتنفيذ مخططات معينة، وعندما تنتهي أدوارهم لا بد من تصفيتهم بكل معلوماتهم وأسرارهم في توقيت معين يخدم أوضاعاً معينة، وهكذا تتحول عمليات تصفية قادة الإرهاب من إثارة الأسئلة الكبرى المهمة المتعلقة بها الى إثارة الدهشة والذهول بدقة تقنية الطائرات المسيّرة وصواريخ هيل فاير. يتحول القلق العالمي من استمرار الإرهاب إلى مسلسل أمريكي هوليوودي طويل لا تتوقف حلقاته.