-A +A
محمد دخيل الله
كرة القدم رياضة توغلت في قلوب الجميع، لم تقتصر على أحد، فلا كبير سلم منها ولا صغير.. في المنزل الواحد قد تجد الاختلاف الكبير، فالميول الرياضي قد يحدد نسبة الفرح في هذه العائلة عن أخرى.. وقد تكون كرة القدم من أهم مسببات الأمراض للمتعصبين.. التعصب الذي جعلنا نرى جانباً سيئاً من رياضة المفترض أنها تكون للترويح عن النفس.. لا قتلها!

هنالك من يتعامل مع كرة القدم كهواية.. كجانب ترفيهي، وبالطبع هنالك من يراها تجارة وتنافساً ومحاولة كسب لا خسارة، مفهوم النجاح في إدارة فريق لكرة القدم يختلف من شخص لآخر.. ذاك همه أن يؤسس بيئة عمل قادرة على النجاح حتى لمن يأتي بعده، وهذا يهتم لوقته الحالي وأن يكون حديث الجمهور بإنجازاته، والآخر مكمل لمن أتى قبله!


أعظم مدرب في تاريخ كرة القدم بدايته لم تكن مشجعة، ففي أول موسم له فاز في 3 مباريات فقط وأنهى الموسم في الترتيب الـ 11 بالدوري الممتاز، ليبدأ الموسم الذي يليه في القيادة الفعلية ويختار اللاعبين بنفسه، وأحدث نقلة نوعية لينهي الموسم في الترتيب الثاني.. عاد بعدها الفريق للانحدار مرة أخرى ووصل للترتيب الـ 13.. حينها حذره رئيس النادي بقوله: «مرت ثلاث سنوات فاشلة، ولكننا سنعتبرها كعذر، ومن الآن لا نريد المزيد من الهزائم»!

لتبدأ بعدها حكاية السير أليكس فيرغسون الذي صنع أمجاد الشياطين الحمر وجعلهم يكتسحون الجميع في إنجلترا، 13 مرة بطلاً للدوري الممتاز، و 5 مرات أبطالاً للكأس، مع الفوز بنسختين لدوري أبطال أوروبا، والنجاح بتحقيق كأس الكؤوس الأوروبية، وكأس العالم للأندية، نعم هذه المسيرة كان من الممكن أن لا تكتب في التاريخ لو اتخذ رئيس نادي مانشستر يونايتد قراراً متسرعاً بإبعاده - وله الحق لو فعل -.. تحلى بالصبر فقطف المان وعشاقه الثمار!

عقلية من يديرون الأندية السعودية مختلفة (ومتخلفة للأسف الشديد)، فالشماعة الأولى للفشل المدرب، وهنا فرصة للقراء الأعزاء بأن يجدوا مدرباً استمر بفريق واحد لمدة أربعة مواسم، من يتميز بدورينا هو من يبقي على الشكل الإداري أما الفني فهو متغير دائماً، لن نتحدث هنا عن تغيير الرؤساء فهذه مشكلة أكبر!

الأهلي شاغل الناس في هذه الأيام، والهبوط لدوري الدرجة الأولى لم يكن سوى مشكلة إدارية وفنية متراكمة على مدار سنوات، النفيعي ورفيق دربه المحياني يتصدران المشهد، والواقع أنهما لن يرحلا ففي مخططهما إكمال الفترة، نعم أنا مع الاستقرار ولكن هل سيتعلم النفيعي من جملة الأخطاء في موسم مضى، وأعتقد بأنها فرصة تاريخية لماجد بالتخلص من جميع معوقات فريق كرة القدم والأهم الديون، لن يجد النفيعي مشكلةً مع الدعم، ويجب أن يغير سياسته في اختيار اللاعبين الأجانب، وليجعل من عمله بعد ذلك هو من يتحدث، فلن تنفع المساحات ولا المغردون في تخفيف ضغط أو إلهاء!

والدور الأكبر على الجمعية العمومية بأعضائها (وحّدوا الصف ليعود الأهلي بطلاً).. أما الجمهور العاشق والمتيم في حب الأهلي، الأهلي هذا الكيان الشامخ، التاريخ المضيء لرياضة الوطن، لم تسقط القلعة ولن ينتهِ الأهلي، فما هي إلا وقفة تصحيحية (كان يجب أن تكون مسبقاً)، ليبقى مجيداً وفخراً وعيداً وصرحاً فريداً يطال السماء.