-A +A
منى العتيبي
حزنت للألم الذي سببه النادي الأهلي في هبوطه لجماهيره العريقة التي تجاوز عددها 6 ملايين مشجع أهلاوي.. 6 ملايين عدد ليس بالهين في أثرهم على الوضع الرياضي والاجتماعي والاقتصادي المحلي، فهم استطاعوا أن يحدثوا حراكاً رياضياً ساهم في حدوث المنافسة الرياضية بين كافة الفرق وبين اللاعبين أنفسهم، مما أحدث تطوراً رياضياً سعودياً ودوراً فعّالاً حيوياً يعكس حب الجماهير الحقيقي لناديهم، كما ساهم هذا الرقم المليوني في دعم الفريق والبرامج الإدارية والفنية وطرح الرؤى والأفكار الرياضية خلال مسيرة النادي التاريخية، وصنع له بصمته الفارقة وهتافاته التشجيعية الخاصة ولونه الخاص.

أما بالنسبة للأثر الاجتماعي استطاع هذا الرقم المليوني أن يكون له دور فعال يعكس قيم الولاء والانتماء من خلال عشقه ووفائه وولائه لناديه، فالجماهير الرياضية؛ أيّاً كان مسارها التشجيعي، لها دور اجتماعي قوي في قيادة قيم وأخلاق المجتمع عندما يقدمون صور الاحترام للنادي المنافس، ولا يسلبون مشجعي الفريق المنافس أحقيته في تشجيع فريقه، وحين تكون نظرة الجماهير وتعاملها مع كل لاعبي الفرق المنافسة وجماهيرها بالتقدير والروح الرياضية، وحين ينتقون الألفاظ في التشجيع بصورة تحترم الآداب والذوق العام دون استفزاز للخصم المنافس أو التقليل من قدره، فالسلوك الجماهيري هو سلوك المجتمع نفسه، هو النسيج والنّسّاج.


وفي مقابل كل ذلك، علينا أن نقف عند الأثر الاقتصادي الذي يقدمه الـ6 ملايين مشجع أهلاوي للرياضة المحلية، وفي الحقيقة لا أملك أرقاماً، ولكن 6 ملايين مشجع يمكنهم في تصوري الاقتصادي تقديم 60 مليون ريال للرياضة السعودية إذا قدم كل واحد منهم 10 ريالات قيمة تذكرة فقط! خصوصاً أن جماهير النادي الأهلي السعودي تحتل الترتيب الثاني حضوراً لمدرجات الملاعب. وأيضاً كلما حدث هذا الحراك الجماهيري الرياضي كلما كان له الأثر في الاقتصاد الوطني من خلال قيمة الضرائب وهكذا.

ختاماً.. جمهور النادي الأهلي لا يستحق ما حدث له، ولا هذه الخيبة الأليمة، ويلزمه الدعم لإكمال مسيرته التاريخية.