-A +A
حمود أبوطالب
خلال مرحلة ساخنة يشهدها العالم، مفتوحة على توقعات واحتمالات عديدة لن تكون أي دولة أو إقليم أو تكتل سياسي أو اقتصادي بمنأى عن آثارها وارتداداتها، تقوم المملكة بدورها السياسي اللائق بمكانتها وأهميتها ومسؤوليتها خليجياً وعربياً وعالمياً عبر نشاط كثيف، يتمثل في الزيارات المتواصلة التي يقوم بها وزير الخارجية وغيره من المسؤولين لعدد كبير من الدول، وكذلك الزيارات المتواصلة لمسؤولي دول عديدة مهمة إلى المملكة، إضافة إلى الاتصالات المستمرة لقادة الدول بخادم الحرمين الشريفين وولي العهد للتنسيق والتشاور وتبادل الآراء وتعزيز التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك، لكن الأنظار تركزت مؤخراً بشكل خاص على المملكة بعد إعلان موعد زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمملكة لبحث العلاقات الثنائية، إضافة إلى عقد اجتماع استثنائي يضم قادة دول مجلس التعاون الخليجية ومصر والأردن والعراق، يترقب الجميع نتائجه المهمة خليجياً وعربياً.

وفي سياق الدور السعودي النشط لبحث الملفات المهمة وتنسيق المواقف ومقاربة وجهات النظر تكتسب الجولة التي بدأها ولي العهد لمصر والأردن وتركيا أهمية كبيرة، فبالنسبة لمصر والأردن هما لاعبان محوريان في السياسة العربية، ودولتان تربطهما علاقات خاصة وطيدة بالمملكة وتنسيق مستمر وتناغم كبير في المواقف، كما أن تركيا دولة مهمة ومؤثرة في منطقة الشرق الأوسط وضالعة في المتغيرات التي طالت بعض الدول العربية، وتمثل زيارة ولي العهد لها تأكيداً على تصفية الشوائب التي حدثت في علاقات البلدين خلال الفترة الماضية، وتهيئة مناخ إقليمي يساعد على تنفيذ سياسات متزنة تسهم في تكريس الأمن والسلم ومواجهة الأزمات الراهنة والمستجدة.


هذا الدور المسؤول الذي تقوم به المملكة يؤكد أنها تعي جيداً أهمية التنسيق المشترك الذي يجعلها تتجاوز إطار العمل المنفرد في ما يخص المنطقة العربية، فقد كان بالإمكان أن تقتصر زيارة الرئيس بايدن على لقاء القادة السعوديين وبحث الملفات الثنائية، لكن المملكة ببعد نظر سياستها واستشرافها للمستقبل وحرصها على تنسيق المواقف لصالح الجميع، استثمرت الزيارة المرتقبة بترتيب اللقاء الأمريكي العربي للخروج بأفضل النتائج المرجوة في مرحلة بالغة الحساسية وشديدة التعقيد.