-A +A
أنمار مطاوع
فعلياً.. موضوع المقال لا يحتاج إلى مقدّمات. يوجد في المملكة ما يزيد على (6) ملايين طالب وطالبة في التعليم العام، وأكثر من (ربع) مليون متدرب ومتدربة.. وحوالى (1.5) مليون طالب وطالبة في التعليم العالي.. وما يزيد على (600) ألف معلم ومعلمة ومدرب ومدربة وعضو هيئة تدريس.

كل هذه الأرقام، في نهاية المطاف، هي مستقبل الأمة.. هي أساس الحضارة وجوهر المنافسة العالمية في سوق العمل.. هي (المواطن العالمي) القادر على إثراء ذلك السوق والارتقاء به لقيادة الاقتصاد العالمي بكل مساراته الواضحة وأروقته الخفية.


هذه الأرقام تحديداً.. والأهداف الموصولة بها.. هي الغاية التي يسعى برنامج (تنمية القدرات البشرية) لتحقيقها، وذلك يتطلب وجود بوصلة ترسم الاتجاهات.. واستراتيجية تحدد مكانها الحالي ومسارها المستقبلي لتتمكن من إدارتها بشكل صحيح؛ ففي الإدارة، كما يقول عالم الإدارة الحديثة (دراكر): ما لا يمكن قياسه لا يمكن إدارته.

هيئة تقويم التعليم والتدريب؛ التي تأسست تزامناً مع رؤية 2030، هي عدسة الرؤية الصحيحة لقياس تلك الأرقام. ولهذا الهدف متعدد المؤشرات، وضعت الهيئة اختبارات وطنية تحاكي وتطابق الاختبارات العالمية تحت مسمى (نافس)؛ اختبارات لها منافع كثيرة، تتابع الأداء ومعدلات الإنجاز.. وكمية ونوعية التغيير والنمو في المجال التعليمي لمعرفة الوضع الراهن للعملية التعليمية بكل مقوماتها.. ثم وضع تصور واضح للتطوير ومواكبة العالمية.. على مدار المؤشرات.. لمسابقة العالم في تنمية القدرات البشرية وصناعة (المواطن العالمي).. قائد الاقتصاد العالمي.

هذه الاختبارات لا تحتاج لمذاكرة ولا مراجعة.. لا من الطلبة ولا من المعلمين، ولا تحتاج لأي جهود إضافية.. لا من الطلبة ولا من أولياء الأمور، ولا تحتاج لأي استعداد مسبق.. لا من الطلبة ولا من إدارات المدارس.. والأهم أنها لا تؤثر على نتائج الطالب.. هي فقط مقياس للتحصيل العلمي في مجالات القراءة والعلوم والرياضيات، بمعايير دولية.

هذه الاختبارات تعني رسم اتجاهات لاحقة وتحديد استراتيجيات حالية للارتقاء بمستوى المدارس والطلبة وإدارات التعليم.. وفي النهاية هي الطريق الصحيح و(الأوحد) لتحقيق مستهدفات أرقى وأهم برنامج في مستقبل الوطن: (برنامج تنمية القدرات البشرية) الذي يصنع الكفاءات والمهارات العالمية عالية المستوى ويقدمها للسوق المحلي والعالمي للمنافسة بجودة عالية.. ويرفع مستوى الإنتاجية، ويحقق مؤشرات الأداء ويرتقي بالمملكة لتكون أهم منطقة اقتصادية وإنتاجية على مستوى العالم.. بكفاءة الأداء.

اختبارات (نافس) تخدم كل أطراف المعادلة.. بكافة الجوانب.. هدفها الفخم ومنتجها النهائي هو صناعة (مواطن عالمي) يخدم سوق العمل العالمي بجودة عالية ويضع قدمه كحجر أساس في أي استراتيجية تخدم الاقتصاد العالمي.. أيّاً كان مساره.