-A +A
مي خالد
بينما يقاتل الأوكرانيون من أجل الدفاع عن عاصمتهم ومن أجل استقلال بلادهم، من الواضح أن عام 2022 سيحدد مستقبل أوروبا بطريقة لا تُقارن إلا بعام 1989.

تاريخ أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، تطور المجتمع الأوروبي، كان الاتحاد الأوروبي مهتمًا إلى حد كبير بتصحيح إرث الحرب العالمية الثانية، وبلغ ذروته في سقوط الشيوعية في عام 1989 وعقدت القارة العجوز الآمال في مستقبل أفضل. على العكس من ذلك، فإن الحرب في أوكرانيا سوف تتحدى بشكل دائم تفاؤل الأوروبيين وتغير الطريقة التي ينظرون بها إلى مستقبل القارة.


يأمل الكثيرون أنه بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا، يمكن لأوروبا أن تعود إلى طبيعتها، وإن كان ذلك بحسابات وتوازنات جديدة مع «روسيا بوتين».

يبقى التأثير الكامل للحرب على الديناميكيات الداخلية للاتحاد الأوروبي غير واضح. لدى أغلب الدول الأوروبية مخاوف أمنية ملحة.

ستتغير الديناميكيات بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، على سبيل المثال أظهر الوضع في أوكرانيا أن مكانة ألمانيا الرائدة في الاتحاد الأوروبي قد ضعفت بشكل كبير بعد ترك المستشارة أنجيلا ميركل منصبها.

يقول تومي هوتانين، مدير مركز ويلفريد مارتنز للدراسات الأوروبية: في شوارع أوكرانيا، لا يتعلق الأمر فقط بمستقبل أوكرانيا، بل مستقبل أوروبا ككل. من المرجح أن تكون أوروبا في صراع طويل ومكلف. لقد بدأ بوتين حربا ضد الغرب ولن يتوقف. إذا نجح في السيطرة على أوكرانيا وتمكن من التفاوض على ترتيب أمني جديد، فسوف يضعف الغرب بشكل دائم. الأوكرانيون بحاجة إلى كل الدعم الممكن. يتعين على الاتحاد الأوروبي عزل الكرملين وروسيا في عهد بوتين، مع العلم أن هذا الجهد سيكون طويلاً ومكلفاً. يتم تحديد تاريخ أوروبا، وأوروبا الحرة بحاجة إلى التأكد من أنهم صانعو ذلك التاريخ.