-A +A
ماجد قاروب
لا نحاول أن نكون مثل دبي أو أمريكا، بل نسعى إلى أن نتطور بناءً على ما لدينا من مقومات اقتصادية وثقافية وقبل ذلك الشعب السعودي وتاريخنا، بهذه العبارة وضع سمو ولي العهد أساس التنمية الإقتصادية والإجتماعية والثقافية لقطاع الرياضة والترفيه والضيافة لدعم قطاع السياحة في إطار برنامج جودة الحياة، مؤكداً -حفظه الله- أننا لا نريد أن نقدم مشاريع منسوخة، بل نريد أن نضيف شيئًا جديدًا للعالم لأنها تعد فريدة من نوعها، لأنها مشاريع ذات طابع سعودي.

العلا موجودة في السعودية فقط وأيضًا الدرعية هي أكبر مشروع ثقافي في العالم، جدة القديمة هي مشروع تطويري قائم على التراث الحجازي ، ذا لاين المدينة الرئيسة في نيوم مشروع فريد من نوعه، القدية في الرياض أكبر مشروع ترفيهي ثقافي رياضي في العالم، تبلغ مساحته 300 كيلو متر مربع تقريبًا، تعد أكبر من مساحة العديد من دول العالم، ويشمل مدينة الملاهي والمشاريع الثقافية والرياضية والعقارية، وجميعها تم عملها بطريقة لم تشهدها مدن أخرى في العالم لتكون خصوصية سعودية فريدة تقدم للعالم.


تلك المشاريع وغيرها هي جزء من نوعية جديدة لمفهوم جودة الحياة، ولذلك حينما نحاول إقناع المواهب بالمجيء إلى هنا، ونحاول إبقاء الموهبة السعودية في السعودية نفسها، وإبقاء المستثمرين السعوديين في السعودية، وإقناع المستثمرين الأجانب، ونحاول الوصول إلى هدف مئة مليون سائح بحلول 2030م، فيجب علينا أن نوفر لهم جميع البُنى التحتية كالمشاريع والفنادق والمتنزهات وغير ذلك من البرامج والفعاليات المتنوعة، بغض النظر عن كونها في الرياضة، أو الثقافة، أو الموسيقى، أو أيًّا كانت، فعلى المرء أن يجلب أفضل ما هو موجود ليتأكد من أن يصل إلى هدف لتحقيق ما يعادل 10% إلى 15% من الناتج المحلي الإجمالي للسعودية في 2030م من قطاع السياحة وجودة الحياة.

هذا الهدف الاقتصادي الكبير سيخفِّض معدَّل البطالة، الذي سيوفر مليون وظيفة في السعودية، وكذلك جعل ثلاثين مليار دولار لا تُصرف خارج السعودية، ويبقى معظمها في السعودية؛ كي لا يسافر السعوديون بنفس قدر سفرهم الآن، فيجب عليَّ فعل ذلك، حيث إنهم سيقومون بالسياحة خارج السعودية على أية حال، ولذلك لدينا أمرٌ ثالث نقوله: اختر الضرر الأصغر بدلًا من الضرر الأكبر وبهذا كان تفسير الأمير بأن الضرورات تبيح المحظورات وهو حق شرعي لولي الأمر أن يضع السياسة الشرعية للبلاد والعباد.

وبالتالي فإن جودة الحياة ليست فقط تطلعات لغايات الترفيه والترويح بل هي ضرورة اقتصادية اجتماعية أمنية على وزارات الرياضة والبلديات والسياحة والثقافة والإعلام والموارد البشرية وهيئة الترفيه وما يتبعها من أندية وإتحادات وهيئات ولجان بحاجة إلى تعديل وتطوير التشريعات والقوانين ولوائح الإجراءات لتساهم بشكل فعال في تحقيق الأهداف والغايات المخطط لها بشكل دائم ومستمر في مناخ وبيئة دعم جاذبة للإستثمارات الوطنية والأجنبية على جميع المستويات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة وفي شتى المجالات، وأن يلقى ذلك دعمًا مباشرًا وكاملاً من جميع الوزارات والهيئات ذات العلاقة المباشرة مثل الخارجية والإستثمار والتجارة أو حتى تلك التي لها علاقة بشكل غير مباشر مثل التعليم والصحة والحرس والدفاع والداخلية والبيئة لأنه هدف ومشروع وطني يجب أن تساهم فيه جميع قطاعات وسلطات الدولة.

حديث الأمير عن جودة الحياة هو حديث عن نهضة إقتصادية عالمية كبرى معنية برخاء اقتصادي واجتماعي كبير ودائم لهذا الوطن العملاق.