-A +A
ريهام زامكه
أكتب لكم اليوم والبحر من أمامي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن خلفي «جنيّات أفكاري» الحبيبات، يحرسنني، ويحاوطنني، ويسامرنني، ويحفونني بمنتهى الحُب والسعادة والحنان، إلى درجة أن بعضهن غازلنني وغنّوا لي: «كوتوموتو يا حلوة يا بطة» قبل أن يتصفدن ويتربطن وأشتاق إليهن!

وبعيداً عن سيرة الجنّ والعفاريت، السلام عليكم من قبل ومن بعد؛ وبما أن شهر الخير قد أقبل فكل عام وأنتم بخير، ورجاءً على أي شخص يعرفني أو لا يعرفني ألا يبعث لي بالرسالة المشهورة التي تتكرر علينا سنوياً و«غثونا» بها:


«لم يتبقَّ على رمضان سوى أيام قليلة، فمن يحمل في قلبه أي شيء فليسامحني ويحللني»!

فأن تكون إنساناً صالحاً ومتسامحاً فهذا أمرٌ رائع وجميل، لكن أن تكون «اللعانة» وسوء الخُلق في دمك وطبعك وصفاتك، ولم يتبقَّ أحد قريب أو بعيد لم يتأذَّ منك ومن «فضاضتك» ولسانك الطويل، وقبل أي مناسبة «تركب الموجة» وتفتعل البدع وتنسخ وتلصق وتُرسل للناس سامحوني وحللوني، صدقني لن يُحللك ولا يُطهرك من «غثاثتك» ولا حتى ماء زمزم.

وإذا قررت أن تصوم هذه السنة «عزيزي المُبتدع» فعليك أن تصوم أولاً عن الأكل، ولا أقصد بالأكل هُنا «السمبوسة» والبيتزا والمعجنات وكل ما لذ وطاب حتى لا «تأكلوني بقشوري»، بل أقصد أكل لحم أخيك وأبيك وعمك وخالك وصديقك وابن جيرانك وسابع جدانك!

وأيضاً إذا قررت أن تصوم هذه السنة «عزيزي المُبتدع» فعليك أن تصوم عن الرياء، فليس من الضروري أن تصور بيدك اليسرى كل ما قدمته بيدك اليمنى للأسر المُتعففة وتوثقه وتنشره على الملأ!

وإذا كان فيك خير فليكن بينك وبين الله، وليس هناك أي حاجة أو داعٍ لنشر ظروف الناس وحاجاتهم واستخدامها كمحتوى ومادة دسمة لتظهرك بمظهر الشخص الكريم المعطاء الخَيّر يا «صاحب الفلاشات»!

وإذا قررت أن تصوم هذه السنة «عزيزي المُبتدع» فعليك أن تتخلص من جميع البدع التي يقوم بها بعض الناس وما أنزل الله بها من سلطان، كبدء العد بما انقضى وتبقى من الشهر الفضيل وحتى يصل إلى ثلاث أو خمس ليال، ثم يجتمعون في المساجد أو المجالس ويتناوبون على قول الأشعار وبعض الأقوال في التأسف على انقضاء شهر رمضان ويندبون فراقه ويحزنون على مضيّه بمبالغة شديدة، فهذه بدعة ليس لها أصل ولم يفعلها الصحابة أو السلف الصالح.

وقبل أن أختم هذا المقال «عزيزي المُبتدع»؛ إذا هداك الله واتبعت نصائحي هذه فخيرٌ على خير وتقبل الله، وإن قرأتها من هُنا وتبخرت من هُناك وما فادت فيك فأرجو منك وأنت «تعد الأيام» المتبقية من شهر رمضان أن تذكرني يوم 28 عشان أجيب «عبايتي» من عند الخياط، وجزاك الله خيراً مقدماً.