-A +A
عبدالله بن بخيت
منذ سنوات بعيدة لم أقدم خدمة تذكر لإخوتي في المرور. آخر مرة حسب ما أتذكر طالبت بإيقاف أسبوع المرور الذي اعتاد الإخوة في المرور إقامته كل عام. طالبت بإيقاف هذا الأسبوع لعدم جدواه وبالفعل توقف نهائيا. تصور كم وفرت على المرور من مبالغ طائلة يأخذها المقاول الذي يؤمن الخرق التي يكتب عليها الشعارات والنصائح. كان ذلك الأسبوع يحث على ربط الحزام وبصفتي واحدا من المحثوثين التزمت بربط الحزام. ومن حسن حظي أن عشت فترة من الزمن خارج المملكة فالتصقت فيَّ عادة ربط الحزام.

منذ ذلك الحين وأنا أفكر في طريقة أخدم بها المرور في الرياض. أرجو ألا يفهم أحد أني أميز الرياض عن بقية مدن المملكة ولكن لأني أعيش في الرياض وطبيعة خدمتي هذه المرة تتطلب حضوري في المدينة التي سوف أخدم فيها.


أبشركم قررت أن أخصص مبلغ ثلاثة آلاف ريال سنويا ستوزع كهدايا للإخوة في المرور والسائقين في مدينة الرياض. أرجو أن تقرأ هذا المقال بعناية وتحتفظ به لعلك تفوز بواحدة من الجوائز القيمة التي سوف أقدمها.

1- خمسون ريالا لكل سائق في مدينة الرياض أشاهده يستخدم إشارة الانعطاف عندما يلف يمينا أو شمالا أو الانتقال من مسار إلى آخر في الطرق السريعة. سألحق به وأهنئه وأهنئ إخواننا في المرور الذين استطاعوا إقناعه بأن إشارة الانعطاف ضرورية من أجل سلامته وسلامة الآخرين وسوف أسلم له الجائزة كاش.

2 - مئة ريال لكل سائق أشاهده يسوق سيارته دون أن يكون الجوال بين يديه. سوف ألحق به وأقدم له الهدية وأهنئه على لطفه وأهنئ إخواني في المرور على إقناعه بأن استخدام الجوال خطر عليه وعلى الآخرين.

3 - مئة وخمسون ريالا لكل رجل مرور أشاهده جالسا داخل سيارة المرور في مناوبة أمام إشارة أو زحمة دون أن يكون مشغولا بالطقطقة على جواله. سوف أقف وأنفحه الجائزة كاش وأهنئه على اليقظة والالتفات إلى الواجب وأهنئ إخواني في المرور الذين استطاعوا إقناع زميلهم التركيز على شغله.

4 - خمسمائة ريال لكل قيادي في المرور إذا خرج على الميديا وأخبر الناس لماذا تبقى الحارات وأحياء المساكن أي سبعين في المئة من مدينة الرياض دون أي بنية تحتية تنظم السير فيها. لماذا لم تخطط وتقرر السرعات وتوضع اللوحات ولوحات الأفضلية وغيرها. لماذا تترك هذه المساحة الهائلة من المدينة خارج الحضارة الحديثة. إذا خرج وشرح السبب أرجو أن يبعث لي رقم (الآي بان) لكي أحوّل له الجائزة ومعها بطاقة تهنئة وسوف أبعث برقية تهنئة لكل زملائه الضباط من رتبته فما فوق.

5 - ستمائة ريال لكل ضابط في المرور يبتكر طريقة لحل أي أزمه مرورية أو زحمة مرورية دون أن يستخدم تسكير الطريق وإغلاق المداخل: ما يعرف لغويا بـ(باب يجيك منه ريح سدة واستريح) وما يسمى فقهيا (باب سد الذرائع). أي واحد من الإخوة الضباط يبتكر طريقة أخرى للحل حتى وإن كانت سيئة فسوف يستحق الجائزة لأنه فكّر بطريقة تختلف عن تفكير بقية زملائه في المرور.

أي من الإخوة السائقين ورجال المرور يرى نفسه مرشحا لنيل واحدة من هذه الجوائز عليه أن يوزع هذا المقال على زملائه وأصدقائه وأهل بيته لعلهم يعرفون عن هذه الجوائز ويسعون للفوز بها. وأحب أخيرا أن أشير بسبب ندرة السائقين الذين يستخدمون إشارات الانعطاف وندرة رجل المرور المنتبه لشغله أثناء العمل، سوف يفيض شيئا من مبلغ الجائزة. اطمئن الجميع بأني سوف أرحّل المبالغ الفائضة من جائزة هذا العام لتضاف إلى الثلاثة آلاف التي سوف أخصصها العام المقبل، وإذا تحسن وضعي المالي بعد سنوات قبل أن يتحسن وضع المرور سوف أزيد مبلغ الجائزة لتشمل كثيرا من الحالات التي لم تسمح مساحة المقال بذكرها.

هنيئا لكل من سيفوز بالجوائز هذا العام، وحظا أوفر لمن لم يحالفه الحظ، ولكني أؤكد أن جوائزي سوف تستمر في العام القادم والأعوام التي تليه حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.