-A +A
بشرى فيصل السباعي
سابقاً كان أخطر ما يمكن أن يتعرض له إنسان هو مهاجمة مجرم له بالشارع، لكن حالياً يبدو أن هذا بات أقل خطراً مما يتعرّض له الناس عبر شاشاتهم لأنهم يدخلون المصيدة بأنفسهم وهم يحسبونها جنة للوعود الوردية، سواء أكانت وعود مال أو حب أو صداقة أو إرشاد عقائدي أو نزوات، والنتيجة جرائم مروعة غالباً ما كانت لتقع بالعالم الواقعي لأن الناس في العالم الواقعي يتخذون احتياطاتهم لكن بالعالم الافتراضي الناس غالباً غافلون عن أخطار شبكات التواصل، ولذا يجب على كل مستخدم أن يشاهد السلسلة الوثائقية الأمريكية «شبكة الأكاذيب - Web of Lies» سبعة مواسم ومستمرة، وتتضمن لقاءات مع الشخصيات الأمنية التي عملت على القضايا الجنائية التي كانت شبكات التواصل هي وسيلتها وأهالي الضحايا ضمن عرض قضايا جرائم ومآسٍ تعرّض لها الناس بسبب انخداعهم بالشخصيات الوهمية والمواقع الوهمية والحسابات الوهمية، وإن كانت هناك من نتيجة إيجابية لتلك المآسي فهي أن أهالي الضحايا كانوا سبباً لسن قوانين تجرّم أنواع السلوك الخبيث والمؤذي عبر شبكات التواصل الذي تسبب بانتحار أو مقتل أحبتهم، ولذا غالب قوانين العالم الافتراضي هي بأسماء أشخاص كانوا ضحايا لغيابها، وتتركز جرائم شبكات التواصل على الأنماط التالية: استدراج الأطفال والكبار من الجنسين لتصوير أنفسهم بصور فاضحة وإرسالها ليتم ابتزازهم بها وتسريبها للإنترنت وتنتهي بانتحار الضحايا أو الاغتصاب والقتل، فبركة صورة إباحية لمن يرفضون التحرش لغاية ابتزازهم، استدراج الضحايا المحتاجين بوعد تلقي تبرعات، أشخاص لديهم مرض نفسي سيكوباتي سادي يجعلهم يستمتعون بتعذيب الآخرين ودفعهم للانتحار، النصب والاحتيال المالي، الاستدراج للمقابلة ليتم خطف وقتل الضحية ومواقع التعارف تعتبر أكبر مصيدة يستعملها المجرمون للإيقاع بضحاياهم لغاية الاغتصاب والاستعباد الجنسي والقتل، تشجيع الصغار على الهرب من المنزل ليجدوا أنفسهم بقبضة عصابات الاتجار بالبشر والدعارة والتجارة بالأعضاء، التنمر سواء ضد معروفين للشخص كزملاء الدراسة والعمل أو مجهولين والنتيجة انتحار الضحايا، استغلال الآباء والأمهات لأطفالهم عبر شبكات التواصل لأغراض مالية، إستراتيجية أمريكية أمنية مثيرة للجدل تسمى «الإيقاع بالفخ -Entrapment» وهي بأن يقوم عملاء الأجهزة الأمنية بتحريض الناس على جرائم معينة - تحديداً الإرهاب - بتزويدهم بمواد دعائية للجماعات الإرهابية حتى ينتهوا لواقعة القبض عليهم متلبسين بشراء تجهيزات اقتراف العملية الإرهابية، والفكرة أن يصطادوا من لديهم قابلية لأن يصبحوا متطرفين وإرهابيين قبل أن تصل إليهم الجماعات الإرهابية وتجعلهم متطرفين وإرهابيين. أما إجراءات الأمان الواجب مراعاتها فهي التالي: عند التسوق تأكد من أن عنوان الصفحة يبدأ بـ(https:) بدلاً من (http:) لأنه يعني أنها مشفرة وآمنة، وتأكد أنه يظهر رمز القفل بشريط العنوان بالمتصفح، لا تنشر معلومات عن بيتك والأماكن التي تتردد عليها، استعمل برامج الحماية، تفقد اشتراطات الخصوصية بمواقع التواصل، لا تثق بأحد لدرجة إطلاعه على خصوصيتك وأنت لا تعرفه إلا من شبكات التواصل، لا تفتح روابط مجهولة ورسائل مجهولة، اجعل كلمة المرور معقدة، ضع صورك ومقاطعك الخاصة على جهاز غير متصل بالشبكات، عند التعرض للابتزاز قم بتبليغ السلطات ولا تتجاوب مع المبتز، من عمرهم أقل من 20 سنة الأفضل أن لا يتواصلوا مع أشخاص أكبر منهم لكي لا يهيمنوا عليهم باستغلال صغر السن وقلة الخبرة، لا تنزل برامج من غير مواقعها الرسمية لكي لا تكون متضمنة فيروسات وبرامج اختراق، لا تتجاوب مع إعلانات الفوز بمسابقات قبل التأكد أنها جهات حقيقية، كن حذراً عند استخدام شبكة عامة أو جهاز عام ولا تستخدمها إلا للضرورة لأنها تجعلك سهل الاختراق، حدد عمر مستعمل الجهاز إن كان صغيراً لمنع دخوله لمواقع الكبار، عند التعرّض للتنمر من قبل الزملاء أبلغ جهة تعليمكم أو عملك، لا تنشر خبر سفرك لأنه يدل اللصوص على أن بيتك متاح للسرقة، لا تستعرض مقتنياتك الثمينة والأموال التي تبقيها ببيتك فهي إغراء للصوص، لا توافق على مقابلة أحد تعرّفت عليه عبر شبكات التواصل ولا تعرف هويته الحقيقية خارج العالم الافتراضي، الأفضل عدم السماح للصغار بعمل حسابات عامة على مواقع التواصل ومنعهم من نشر صورهم قبل عرضها على الوالدين، عند الاضطرار لمقابلة أحد من العالم الافتراضي فيجب أن يكون ذلك بالنهار وبمكان عام، وعموماً في السعودية يمكن تقديم البلاغات عن جرائم شبكات التواصل عبر تطبيق (كلنا أمن).