-A +A
حسين شبكشي
منذ إطلاق رؤية 2030 في المملكة العربية السعودية، التي كان أحد أهم أهدافها هو تحقيق التوازن التنموي المستدام في كافة مناطق المملكة دون استثناء. يتابع العالم بشغف واهتمام المبادرات التي تطلق بين الحين والآخر لإبراز أهم المشاريع والمبادرات التي تدعم هذا التوجه، وكان الموعد الأخير مع إطلاق مشروع وسط جدة، الذي فيه الكثير من المزايا المهمة التي تحقق تطويرا في الاقتصاد الوطني وتميزا للمدينة التي سيقام فيها هذا المشروع الواعد.

وتبلغ تكلفة المشروع التقديرية 75 مليار ريال، وتقدر مساحته بـ5.7 مليون متر مربع، لواجهة بحرية بامتداد 9.5 كيلومتر مع وجود مرسى وشواطئ رملية لمسافة 2.1 كيلومتر، ويضم أربعة ملامح رئيسية مهمة ومميزة، هي دار أوبرا ومتحف واستاد رياضي وأحواض محيطة ومزارع مرجانية، وسيشتمل على 17 ألف وحدة سكنية و2700 غرفة فندقية، ويشتمل على ما يزيد على 40% من المساحات الخضراء وخدمات عامة بالإضافة إلى أكثر من 10 مشاريع ترفيهية وسياحية نوعية ومميزة بشكل تنافسي لافت.


يستهدف هذا المشروع تحقيق قيمة مضافة لاقتصاد المملكة بنمو 47 مليار ريال بحلول عام 2030. سينفذ على ثلاث مراحل، تكتمل الأولى منها بنهاية عام 2027 ويعمل على إنشاء مركز للبحوث والدراسات للمحافظة على الحياة البحرية. وسيرأس سمو ولي العهد مجلس إدارة الشركة المطورة لهذا المشروع الرائد «شركة وسط جدة للتطوير» مما يؤكد أن هذا الموضوع الحيوي والمهم سينال الاهتمام من قيادة البلاد بشكل مميز ولافت.

تلقى الاقتصاديون بصورة عامة وسكان مدينة جدة بصورة خاصة هذا الخبر بالكثير من الفرحة والسرور والرضا نظرا لتوقعات وتقديرات الخبراء بالانعكاسات الإيجابية المتوقعة على اقتصاد المدينة وتطوير جودة الحياة فيها وتحسين المرافق والخدمات وتطوير البنى التحتية المصاحبة لكل ذلك.

وليس خافيا على أحد أن جدة كانت تتعطش لمشاريع كبيرة تحرك فيها المستثمرين، التجار والصناعيين، وهم أصحاب إرث كبير وتاريخ عريق في التفاعل مع الحراك الاقتصادي في المدينة منذ سنوات طويلة.

فميناء جدة بحاجة إلى تطوير وتوسعة، والمطار الجديد لم تنته استكمالاته بشكل نهائي حتى الآن، وهناك العديد من المشاريع المطلوبة لاستكمال البنية التحتية الخاصة بشبكة تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي، وكذلك العديد من المواضيع الأخرى المتعلقة بتنمية المدينة، وجاء هذا المشروع بمثابة جرعة من الأوكسجين لإنعاش رئة الاقتصاد في هذه المدينة، التي تلقى أبناؤها هذا الخبر بفرحة كبيرة وأمل عظيم. هذا المشروع هو إضافة مهمة ونوعية لتوجهات رؤية 2030 التي تمثل خريطة طريق جريئة وطموحة لمستقبل واعد للمملكة وأبنائها وبناتها. نسأل الله أن يوفق الجميع في تحويل هذه الرؤية إلى حقيقة يستمتع بعطائها ونتائجها الكل.

المشاريع التنموية العملاقة هي محرك للاقتصاد والاستثمار، ومشروع وسط جدة أحد هذه المشاريع التي تبعث على روح التفاؤل والأمل.