-A +A
علي محمد الحازمي
دعوة الرئيس بايدن لعقد قمة ديمقراطية بداية الشهر المقبل وهي الأولى على الإطلاق، لإثبات أن الولايات المتحدة لا تزال زعيمة العالم الحر. حتى هذه اللحظة ليس معلوماً من هي الدول التي سيتم دعوتها لهذه القمة، وما هي الأجندة التي ستكون على هرم هذه القمة حتى نتمكن أن نميز ما إذا كانت هذه القمة فعلاً تجديد للدعوة لإحياء الديمقراطية أو أنها عبارة عن قمة مسيسة تهدف الولايات المتحدة الأمريكية من خلالها لتجييش بعض دول العالم ضد دول معينة. من يقرأ المشهد الأمريكي في الداخل يستشف أن دعوة بايدن إلى هذا النوع من الاصطفاف من خلال دعوة ممثلي الديمقراطيات ما هي إلاّ لمناقشة سبل محاربة التهديد الصيني والروسي وغيرهما من المنافسين والمعارضين إما على الصعيد الاقتصادي أو السياسي أو العسكري، لأن الجميع يعلم أن أمريكا تؤمن أن العالم لا بد أن يكون بقيادتها أي قيادة أحادية الجانب.

الأسوأ في هذه القمة من الافتقار إلى الوضوح بشأن العضوية في النادي الديمقراطي، هو رؤية القمة التي عفا عليها الزمن فيما يخص العلاقات الدولية. كيف تنادي دولة لمؤتمر ديمقراطي وهي بحاجة إلى إصلاحات لهذا الملف!، حيث من الملاحظ في السنوات الأخيرة أن أمريكا بحاجة إلى تجديد الخطاب الديمقراطي داخلياً قبل الشروع بالمناداة لهذا المبدأ خارجياً فهي ليست المثال أو النموذج الذي يجب اتباعه ديمقراطياً.


التاريخ لا يرحم وهناك أمثلة كثيرة توضح أن أمريكا ليست الدولة الصحيحة للدعوة لمثل هذه المؤتمرات ففي مقدمة تلك الأمثلة الدعوة الخاطئة إلى حرب العراق على أساس أنها جلب للديمقراطية إلى الشرق الأوسط. علاوة على ذلك العنصرية والعنف التي تظهرها المؤسسات الأمريكية تجاه «السود»، فمقتل جورج فلويد وتهميش الجنود الأمريكيين من أصل أفريقي الذين قاتلوا في الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية حيث عوملوا كمواطنين من الدرجة الثانية ومنع المبتكرين السود من تقديم براءات اختراع لاختراعاتهم واستغلال المهنيين الطبيين البيض لأجساد النساء السود. هذه معلومات من عدة حقائق تفيد أن الولايات المتحدة ما زالت ممزقة بسبب عدم المساواة والانقسام العرقي ولطالما كان الأمريكيون من أصل أفريقي أهدافًا للعنف الجسدي المشحون عنصرياً. على بايدن أن يعلم جيداً أن المؤسسات المناهضة للديمقراطية في أمريكا لا تزال حيوية الآن كما كانت قبل أكثر من 200 عام.