-A +A
حسين شبكشي
كانت العاصمة السعودية على موعد جديد مع منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار في دورته الخامسة، التي جاءت كأكبر منتدى دولي يعقد حضورياً بعد جائحة كوفيد-19 وآثارها المدمرة والفتاكة. اتسم هذا المنتدى بحضور كبير جداً، ومن مواقع جغرافية بعيدة للغاية من حول العالم في دلالة بليغة وواضحة للتعطش والنهم العالمي لهذه النوعية من اللقاءات المميزة والمفيدة ذات القيمة المضافة. كان لافتاً وبشكل كبير برنامج المنتدى والمواضيع التي تضمنته، لأنها كانت وبشكل أساسي تركز على الأفكار المستقبلية بشكل حصري وتتحدى مخيلة الحضور للتفاعل معها ومع ما يتم طرحه من تصورات. وتضمن برنامج المنتدى فقرات شيقة ومثيرة وفي غاية الأهمية غطت الأفكار المستقبلية القادمة، التي على العالم أن يستعد لها ومواجهتها في مجالات متنوعة ومختلفة جداً، شملت العمل والتعليم والتدريب والسياحة والاستثمار والصحة والنقل والطاقة. ويقدم لنا المنتدى فرصة فريدة لثلاثة أيام على الإلهام والتخيل بشكل بسيط ولكنه فعال. والأفكار التي قدمت في المنتدى ليست مجرد طرح جديد من خارج الصندوق فحسب، ولكنها تتحدى النمطية التقليدية في التفكير ليكون سقف الخيال الذي تأتي منه الأفكار حدوده السماء. إننا أمام عالم جديد قادم علينا أساسه الخيال وأدواته التقنية الرقمية الحديثة وقاعدته العلوم بمختلف أشكالها. وهذا العالم كما بات معروفاً هناك الكثير ممن يخشونه ويهابونه لخوفهم من الدخول في نفق لا يعرفون نهايته، وهناك آخرون لا يخشون هذا التحول ويرونه فرصة فريدة ونادرة ومهمة للاستثمار والإصلاح والتطوير. وهناك من يسمي هذه اللحظة بالمرحلة الديناصورية، فإما القدرة على التأقلم والتكيف والسير في التحول الجديد أو الانقراض البطيء الحتمي. كانت المواضيع المطروحة في منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار فرصة مميزة لمقابلة الكثير من العقول المميزة أصحاب التجارب الناجحة، وقابلت سيدة أمريكية من أصول صينية تزور السعودية للمرة الأولى، جاءت من أقصى الغرب الأمريكي وتحديداً من مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، وهي تعمل في مجال الاستثمارات ولديها مكاتب في هونج كونج وزيورخ ولندن ونيويورك، ودارت أحاديث بينها وبين مستثمرين سعوديين وهنود وأوروبيين عن مشاريع حول العالم وخرجت هي بانطباع مميز وإيجابي عن نوعية الحضور والبرنامج ذات المواضيع الملهمة. وانطباع السيدة الأمريكية لم يكن الوحيد من نوعه، ولكنه تكرر مع أكثر من شخص قابلته ضمن الحضور الكبير. في منطقة من العالم عرف عنها التصاقها الكبير وحصر اهتمامها بالحديث عن الماضي نجد هذه النوعية من المنتديات التي تعنى بشكل أساسي بالمستقبل وأحلامه وتحدياته وفرصه بمثابة النسيم المنعش الباعث على الأمل والمسبب للتفاؤل وهذه بحد ذاتها مسألة تستحق التهنئة والثناء. منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار يحفز وبشكل تخيلي وتفعلي سلس وجميل على أهمية وضرورة العمل على بناء المستقبل والمساهمة فيه حتى نكون بكل بساطة واختصار جزءاً منه.