-A +A
منى المالكي
بغداد.. طرت على حرير عباءة

وعلى ضفائر زينب ورباب


وهبطت كالعصفور يقصد عشه

والفجر عرس مآذن وقباب

حتى رأيتك قطعة من جوهر

ترتاح بين النخل والأعناب

هكذا ترنم نزار قباني في قصيدته عن بغداد، وهكذا نحن نرددها في ختام معرض الرياض الدولي للكتاب والذي حل العراق العظيم ضيف شرف علينا، وحفلت جميع الأنشطة الثقافية ببغداد؛ بغداد الرشيد والمأمون، بغداد الجواهري والسياب، بغداد السلام والحب، كذلك الندوات الثقافية التي أقامتها وكالة الأنباء السعودية أيضا احتفاءّ بضيف المملكة الكبير «العراق» أضافت بعدا ثقافيا عميقا ومدى كبيرا للعلاقات الإعلامية والثقافية بين الرياض وبغداد وكان حضورا مشرفا وبارزا لوكالة الأنباء السعودية.

تميز الوفد العراقي بحضوره الثقافي الكبير والذكي في اختيار أسماء شكلت الخارطة الثقافية العربية وأضاف الكثير لمثقفي البلدين، فالجناح العراقي بمعرض الرياض الدولي للكتاب كان قبلة المثقفين والحوارات واللقاءات بين الجانبين أمدت الجميع بأفكار وتصورات بحثية ومعرفية، واللافت أن الجميع من الطرفين السعودي العراقي متفق على نقطة واحدة أن الفتور الذي أصاب العلاقات بين الطرفين لم يكن ليضرب علاقة متجذرة في العمق جغرافيا وتاريخيا وثقافيا، فالكل كان ينظر لموضوع الانقطاع الطارئ أنه سحابة صيف عابرة! وهذه حقيقة فالتواصل الثقافي مثلا متواصلا لم ينقطع بين الجانبين، فالمثاقفة العلمية مستمرة من خلال الاعتماد على النتاج المعرفي العراقي في جامعاتنا السعودية ومؤتمراتنا الثقافية، وحضور الشعر العراقي برموزه الكبيرة مثل الجواهري السياب البياتي نازك الملائكة فاعل ومستمر، كذلك أطروحات د. عبدالله إبراهيم في السرد مؤثرة وقوية، هكذا كانت العراق وستظل منجما لا ينضب.

البشارة الجميلة التي أعلنها الشاعر الكبير عارف الساعدي رئيس الوفد العراقي بأن هناك أسبوعا ثقافيا سعوديا في العراق بعد شهر من الآن، يدلل على سرعة التواصل الثقافي المهم بين البلدين، فالثقافة عامل مهم للتقارب بين الشعوب وإن كانت تتأثر قليلا، ولكن تظل صامدة وقوية وفاعلة، لذلك العمل على تنشيطها دائما وضخ المال والجهد والعقول المنفتحة صاحبة الرؤية الواضحة هو السبيل الأقوى لاستخدام هذه القوة الناعمة عندما تتلبد السماء السياسية بالغيوم.

إلى العراق..

قبل اللقاء الحلو.. كنت حبيبتي

وحبيبتي تبقين بعد ذهابي..

نزار قباني