-A +A
محمد الساعد
غداة الاحتفالات الشعبية الكبرى التي قام بها السعوديون بمناسبة يومهم الوطني، خرج صناع الكوابيس بحملة مسمومة لتعكير مظاهر الفرح التي اجتاحت السعودية بقراها ومدنها، تركزت الحملة المدروسة جيدا وغير البريئة على تصرفات فردية وأخرى تحصل في أي سلوك جماعي، المحاولة تركزت على فصل الاحتفالات من سياقها الفرائحي وإلصاقها بحوادث محدودة، تم التضخيم والترويع الممنهج، وربطها بالفتيات، لمعرفتهم بحساسية الأمر عند السعوديين، وفرض صورة مجتزأة على المتلقي وجر الناس لغاية في نفس «المعادي».

لم يكن الهدف النقد والتقويم، بل كان مهماً لمن يقف وراء تلك الحملة وأد الفرحة للأبد، بالرغم من أن مباراة كرة قدم في لندن أو باريس يخرج عنها تصرفات تصل لحد السحل والاعتداء الجسدي والقتل أحيانا، الانفلاتات التي رافقت بعض مباريات كأس العالم الأخيرة مثال صغير فقط، لا يتعدى المشاغبون من جمهورها 10 آلاف، ومع ذلك يرتبك المشهد العام، فما بالنا بملايين السعوديين خرجوا واحتفلوا وعادوا لمنازلهم سالمين مسرورين.


فور انتهاء الاحتفالات العفوية، بدأت القطاعات الأمنية والبلدية وغيرها في أعمالها، ومنها مراجعة أي انتهاك للنظام والذوق العام أو السلوكيات أو الشكاوى، كانت وزارة الداخلية سريعة وشفافة في اتخاذ إجراءاتها ومعاقبة كل من يسيء أو يخالف القانون، بما يضمن ضبط الأمن وحرية الحياة تحت سقف القانون.

السعوديون والأجانب جميعهم تحت إرادة وسلطة النظام وأي سلوك مخالف بغض النظر عن مرتكبه وعمره وجنسه أو المناسبة التي حدث فيها سلوكه ستتم ملاحقته، وهو ما حصل تماما، فكل الأعمال التي خالفت القانون وقام بها شباب أو فتيات أو رجال سعوديون أو أجانب تمت ملاحقتهم وإحالتهم للقضاء.

ولعلي أورد مثالين فقط، فالشاب الذي اعتدى وتحرش بفتاة خلال الاحتفالات في مدينة الطائف تم القبض عليه فورا وإحالته للنيابة العامة؛ لأن فعله مجرم ومنصوص عليه وسيلقى عقوبة رادعة، وفتاة الخبر التي أعلن عن مخالفتها لقانون الذوق العام استدعيت وتم اتخاذ الإجراء المنصوص عليه.

مظاهر الفرح باليوم الوطني التي حاول صناع الكوابيس من فلول «الساحات»، ومطلقات تويتر، إلغاءها من خارطة الحياة السعودية تبوء دائما بالفشل الذريع، كانوا يحرمون اليوم الوطني وفشلوا، ثم حاولوا ربطه بصعوبات الحياة وفشلوا، واليوم يحاولون تشويهه بتصرفات محدودة لصغار السن وسيفشلون، الوطن أكبر من كوابيسهم، ومستقبله ووحدته ورايته التي رفعها الملك عبدالعزيز قبل أكثر من مئة عام أهم بكثير من «قبوهم» الذي يريدون أن يحتجزوننا فيه.

الكثير يجهل أن السعوديين لا يمكن أن يفرطوا في وحدتهم الغالية، التي جربوها طوال 300 عام منذ تأسيس الدولة الأولى 1744، وحتى التأسيس الثالث على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله، وطنهم الذي عاشوه بكل جوارحهم، ودمائهم ودماء أجدادهم التي سقت معارك التوحيد وتصدت للغزاة والطامعين.

من لا يعرف السعوديين من خارج مشهدنا الداخلي يندهش من اندفاع الفرح وموجات البشر التي تغمر الطرقات والميادين فرحا ببلدهم مع كل مناسبة أو انتصار، من يتذكر الفوز بكأس آسيا 1984، أو التأهل للأولمبياد أو كأس العالم، لقد خرج السعوديون بكل عفوية وكأن بحر من الحياة والسرور اجتاح شوارعهم، كما يخرجون اليوم يحملون الأعلام ويوزعون الفرح.

وكما سقط الإرهاب والتشكيك ومحاولات الاغتيال المعنوي التي قام بها صناع الكوابيس طوال مئة عام، ستسقط هذه الحملة الجديدة، وسيستمر الفرح غامرا الوطن بكل تفاصيله، وسيسود القانون مهيمنا على الجميع.