-A +A
حسين شبكشي
لم يعد خافيا على أحد الأداء المميز واللافت للقطاع الرسمي الحكومي السعودي بمعظم قطاعاته في التعامل الجيد والمناسب لمواجهة جائحة كوفيد -19 الفتاكة وآثارها المدمرة. وكان القطاع الصحي في الصف الأول في تلك المهمة ولكنه بالطبع لم يكن وحيدا فهناك قطاعات أخرى برزت وتألقت بقوة مثل القطاع المسؤول عن تطوير التطبيقات الإلكترونية، التي سهّلت حياة الناس، وقدمت لهم أدوات لجعل حياتهم أكثر فعالية وتأثيرا وأمانا، وهناك قطاع النقل الذي كان معنيا في تأمين سلاسة وانسيابية سلاسل الإمداد لكافة المواد الغذائية والمستلزمات الطبية، ولا يمكن إغفال القطاع الزراعي الذي مكّن من توسيع الرقعة الزراعية الخاصة بالإنتاج المحلي، وزاد بالتالي الاعتماد على المنتج الزراعي الوطني من الخضار والفواكه بشكل ذكي قلص الاعتماد على المنتج المستورد في عالم ساده الاضطراب والقلق.

ولكن هناك قطاعا آخر يتألق وبقوة في الفترة الأخيرة ولا ينال حقه من الاهتمام ولا الإشادة المستحقة. والمقصود هنا هي وزارة الخارجية وأداؤها المميز في الفترة بقيادة وزيرها الأمير فيصل بن فرحان. السعودية لديها إرث مهم وكبير خاص بوزارة الخارجية والعمل الدبلوماسي، وهي مهمات شهدت بروز أسماء وطنية عملاقة في هذا المجال ساهمت بقوة وإخلاص في صناعة هذه السمعة وكوّنت هذا الإرث.


والسعودية الجديدة كانت تتطلب خطابا ودبلوماسية جديدة تتوافق وتتناسب مع توجهاتها التي تحث على قبول الآخر وبناء الجسور بدلا من السدود بين الأمم والشعوب والانفتاح على ثقافات وحضارات الشعوب واحترامها بشكل كامل. وتحولت وزارة الخارجية في الفترة الماضية إلى خلية نحل كبرى تعمل لأجل تحقيق الأهداف المنشودة لها. وأصبح أداؤها الإداري أكثر رشاقة، وسرعة التلبية والتجاوب باتت إحدى أهم صفاتها. ولم تتوقف اللقاءات ولا الزيارات ولا اللقاءات الإعلامية ولا المؤتمرات الصحفية التي تم فيها التعامل مع كافة المواضيع بثقة واحترام والإجابة عن كل الأسئلة بهدوء ورصانة.

الخارجية السعودية تلعب اليوم دورا محوريا في نقل صورة السعودية الجديدة للعالم في كافة قاراته وتتابع كافة الاحداث ولا تغيب عنها ولا يفوتها أن تعلق عليها بشكل لائق وفوري، وأصبحت بهدوء شديد ولكن بعمل صادق ودؤوب من أهم مصادر القوى السعودية الناعمة اليوم. وزارة الخارجية بكافة القائمين عليها تمكنت في فترة بسيطة جدا من تحقيق نقلة نوعية في أدائها، نقلة مميزة وقابلة للقياس والمقارنة بما كانت عليه من قبل وهي نقلة كان يتمناها الجميع. أداء وزارة الخارجية ووزيرها المتألق يستحق الثناء والتقدير ولعله يكون ملهما لغيره.