-A +A
أريج الجهني
جودة الحياة تبدأ من النادي؛ هكذا بدا لي في مشاركة وزارة الرياضة في احتفالية اليوم الوطني ٩١ والتي حملت عنوان (وطن يسابق). حيث أجد أنه من أروع وأشد المشاركات مهنية لعدة أسباب: فالمشهد يبدأ بدخول النادي ليبدأ رجل بالسير يليه معلم، ثم مزارع ثم شخص من ذوي الهمم ثم مهندسة تشرف على العمل وتسير، يليها شاب يجري في مضمار وتليه شابة تمشي في حديقة وحولها الأطفال يليها طالب يسير في الحرم الجامعي ثم يافع يتزلج أمام مكتبة الملك فهد العريقة، يليه جندي يحمل السلاح ليذود عن الوطن (وكان هذا المشهد بحد ذاته عن ألف مشهد)، ثم رجل يسير في ملعب ويقف لينظر للسماء مستحضرا كل المشاهد السابقة لتدفعه وبقوة للركض ويعاد المشهد حتى يختتم في صالة النادي مستمرا في الجري، ما أجمل هذا وما أعظم هذه الرسالة المختصرة في ٦٠ ثانية واختزلت أروع المعاني.

التنوع، المساواة، كسر التنميط، الركض، النمط الصحي، المعرفة والإنتاج والذود عن الوطن. وكأن هذا المشهد جاء ليخبر كل مواطن ومواطنة «أنت مهم» صحتك مهمة وخطواتك ليست فقط لك بل كل خطوة لك وللوطن نفعها. المشي فلسفة وعمق وليست مجرد حركات فارغة، الصحة الجسدية هي صحة للعقل والنفس والروح وللوطن. جمال المعنى لا ينتهي وحضور المرأة كمهندسة وفتاة رياضية ليس مجرد كسر للتنميط بل تعزيز للأنماط الصحية التي أثبتت بالفعل أن المرأة السعودية قادرة وأنها على قدر المسؤولية.


كل عام ونحن للوطن خير ونحن له نماء وغرس صالح. وطننا الذي استثمر بنا وسابق العالم لأجلنا يستحق منا الركض ويستحق منا الدفاع والحب اللا متناهي. جنودنا الأبطال الذين أكرمنا الله بهم يسيرون دون توقف ودون تردد احفظهم يا الله بحفظك وبارك فيهم وسدد خطاهم. معلمونا وكل إنسان منتج لم يتكئ على عكازة الأعذار ولم تثنِه تعثرات الأيام عن العطاء لكل هؤلاء شكرا. وطن يسابق، وطن ينافس، وطن يصنع، نعم المملكة العربية السعودية في هذا اليوم حققت ما لم تحققه دول المنطقة مجتمعة تسيدت في الاقتصاد والرياضة والمعرفة وقبل كل هذا سادت بالأمن والحكمة.

الحمد لله على نعمة الوطن، والحمد لله على نعمة الاستقرار والنماء. في هذا اليوم اترك كل ما يشغلك وانشغل فقط في هذه الفرحة الوطنية واستحضر مع أسرتك وأحبتك عظمة هذا اليوم وتشاركوا التهاني والإنجازات. أعيدوا هيكلة جداولكم واجعلوا هذا اليوم يوما مميزا وذا ذكرى خاصة في نفوس الأطفال الصغار فهم كل ثروتنا، وعليهم نحن نراهن ولأجلهم نركض دون توقف ليكبروا في ظل قادتنا الكرام فخورين مخلصين منتجين أنتم الأمل وأنتم الطاقة غير الناضبة وكل عام وهذه الأرض مخضرة ومبهرة وحفظ الله سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأطال في عمره ونجدد له الولاء والمحبة والتأييد ونبارك لسيدي سمو ولي العهد الأمير المجدد محمد بن سلمان حفظه الله أيقونة العصر في القيادة والشغف والعبقرية، رؤية ٢٠٣٠ أصبحت وثيقة حياة وخارطة طريق للمواطن قبل أن تكون للمنظمات. نعم نسابق، نعم نستمر، ونعم للوطن وألف ألف نعم.