-A +A
مي خالد
إذا كنت تعتقد أن مستقبلك يحكمه الحظ واقتناص الفرص، فستحاول أن تكون مستعداً لأي شيء قد يأتي في طريقك، كما علمتني أستاذة جامعية حين نصحتني أن أكون الشخص الذي يقرأ الشريط الإخباري أسفل الشاشة وأتابع النبأ العاجل بينما الجميع مشغولون بمشاهدة نشرة الأخبار. لكني مع مرور الوقت وجدت أن التركيز على بنائي الفكري والثقافي أفضل استغلال للوقت المهدر على متابعة الأنباء العاجلة.

لكن هل النجاح يأتي بسبب اقتناص الفرص أم هو يأتي بالخبرة والمهارة؟ الجواب التاريخي على هذا السؤال الجدلي هو:


إنما الفرصة السانحة شيء يجب إتقان اقتناصه والسيطرة عليها والتحكم بها.

أعتقد أنه من المتفق عليه أنه يجب عليك فعل ما تستطيع، وعدم التركيز على ما لا يمكنك فعله.

يمكنك أن تتوقع أن يلقي لك الحظ فرصة في المستقبل. ويمكنك أن تتوقع أن يكون المستقبل أفضل أو أسوأ من الحاضر. تنتج عن هذه الاحتمالات مجتمعة وجهتا نظر: إما تشاؤم، أو تفاؤل.

ينجح التشاؤم إذا كنت شخصاً كسولاً بينما التفاؤل ذو كلفة عالية، لأنه ببساطة كيف يمكنك أن تنجح في مستقبل لم تبنه وتخطط له وتعمل على إنجاحه واستغلال فرصه.

أشاهد حولي جيلاً بل جيشاً من المتفائلين الذين اعتادوا على التقدم التكنولوجي وسهولة التعامل مع الذكاء الاصطناعي لدرجة أنهم يشعرون بالاستحقاق. ليس لدي غضاضة في التفاؤل لكني أقيّده بالثورة الثقافية والتخلص من شعور الاستحقاق. لأنه لا يمكننا أن نسلم بأن المستقبل سيكون أفضل إن لم نعمل على خلق ذلك المستقبل.

أما إذا كنت من فريق المتشائمين وتعتقد أن شيئاً ما مستحيل، فلن تبدأ أبداً في محاولة تحقيقه.

لعل أفضل وصفة للنجاح هي الاعتقاد بأنه يمكنك بالفعل تشكيل مستقبلك. سيجبرك هذا على تحمل المسؤولية والتفكير ملياً في الخطوات التالية وأخذ الوقت الكافي للتخطيط مسبقاً. وفي ذات الوقت لا بأس من اقتناص الفرصة السانحة.