-A +A
خالد السليمان
استفز مقال الأمس بعض العاملين في حقل التعليم، وخاصة المتحفظين على عودة التعليم الحضوري، فقد رأوا في دعوتي للوزارة لتعويض الفاقد التعليمي وردم الفجوة التي قد يكون التعليم عن بعد أحدثها عبئا إضافيا، بل إن البعض أنكر وجود مثل هذه الفجوة، وأحدهم وصف فترة التعليم عن بعد بأنها قفزة في تحقيق مستهدفات التعليم!

في الحقيقة لا أحد ينكر الجهود الجبارة التي بذلت لإنجاح تجربة التعليم عن بعد، ولي كتابات أشيد بها وأضرب بها المثل مع العديد من الإنجازات التي حققتها المملكة في مواجهة الجائحة، لكن الحقيقة أيضا لا أحد ينكر أن هناك إشكالات واكبت التعليم عن بعد خارجة عن سيطرة الوزارة، منها على سبيل المثال ضعف أدوات الرقابة على الحضور عن بعد وضعف أيضا أدوات قياس مصداقية الاختبارات الإلكترونية التي أجراها الطلاب عن بعد!


فبعض الطلاب كان حضورهم وهميا، يدخلون عند بداية الحصة ثم ينشغلون عنها إما بالنوم أو اللعب، وبعض من حضروا افتقدوا القدرة على التركيز والاستيعاب لغياب التواصل الحضوري مع المعلم، بينما أوحت نتائج الاختبارات التي حققت أعلى نسب النجاح وكمال الدرجات بأن جميع أطفالنا عباقرة العالم أو أن بعضهم تلقى المساعدة!

الخلاصة أن هناك فجوة في استيعاب المعلومات ولا يمكن أن نتجاهل أن انطلاق الدراسة من حيث انتهى التعليم عن بعد دون ضمان صلابة القاعدة التي يبني عليها طلابنا تحصيلهم العلمي للمراحل التالية مجازفة تهدد مستقبل جيل الجائحة!