-A +A
حمود أبو طالب
كان العالم بانتظار احتمالات بعض الانفراج في لبنان نهاية الأسبوع الماضي، صحيح أن أزمة لبنان كبيرة ومعقدة ومزمنة، ولكن كنا نتوقع قدراً من المسؤولية تجاه البلد المنهار على الأقل بالتوافق على الحكومة التي شكلها سعد الحريري، ليكون هناك كيان حكومي يملأ الفراغ ويستطيع لو بالحد الأدنى اتخاذ قرارات تمنع المزيد من التدهور الذي يؤذن بمآلات خطيرة غير مسبوقة في تأريخ لبنان.

ولكن للأسف الشديد اتضح أن لبنان الدولة والشعب والمقدرات هي آخر ما يهم ساكني قصر بعبدا عندما رفض الرئيس عون تشكيلة الحكومة ليخرج الرئيس الحريري بإعلان اعتذاره ويلمح عن بعض الأسباب التي دعته للاعتذار، وهي أسباب معروفة للجميع على كل حال، داخل وخارج لبنان، فالقرار ليس بيد الرئيس عون وإنما لا بد أن يخرج من دهاليز حزب الله، بشروطه وترتيباته والأشخاص الذين يريدهم لتسيير لبنان في النفق المظلم الذي يمضي فيه.


عملياً، لم يعد لبنان بيد اللبنانيين الوطنيين الذين يريدونه عربياً، ويطمحون إلى انتشاله من الهاوية، إنه يدار من طهران عبر وكيلهم اللبناني الذي تحالف معه التيار الوطني الذي يمثله رئيس الجمهورية وصهره الذي أصبح مسؤولاً عن التيار بعد أن عاث فساداً من خلال منصبه السابق كوزير للخارجية، وما زال من خلال سيطرته على مجريات الترتيبات السياسية من موقعه الحزبي.

كل محاولات أصدقاء وأشقاء لبنان لم تفلح في مساعدته لتجاوز الأزمة، لأن المتحكمين به لا يريدون له ذلك، وقد ضاعت فرص كثيرة، وسوف تكون الفرص اللاحقة أقل، وربما لن تكلف أطراف أخرى نفسها عناء التدخل إذا كان المعنيون بمصيره لا يهمهم وطنهم.

ونخشى أن نقول في يوم ما على لبنان السلام.