-A +A
عبدالله بن بخيت
في اجتماع المحافل الماسونية الثاني الذي أقيم في النمسا عام 1909 التقى عدد كبير من لوجرات الماسونية العالمية وهي المرة الأولى التي يلتقي فيها لوجر النمسا فولوسافيتش جاكوب مع خصمه البريطاني جيمس برادو رئيس أساقفة الكنيسة الرسمية وسكرتير المجمع الماسوني البريطاني بعد أن قرر الرجلان تنحية خلافاتهما جانباً لتوحيد الجهود العالمية لإفساد المرأة المسلمة. رغم تتالي الاجتماعات والتوصيات مازالت توصيات هذا الاجتماع المشؤوم تمثل المصدر الأساسي لكل المحاولات التي نشطت لإخراج المرأة المسلمة من حشمتها وعفافها.

من أهم التوصيات التي شدد عليها المؤتمرون: تصنيع سحر التفريق المعروف علمياً بـ TTMSعلى نطاق واسع وتصديره للبلاد الإسلامية. سحر التفريق كما يقول الخبراء مادة خطرة إذا خصبت بعناية وخلط معها بعض القاذورات بنسب متوازنة وطويت في صرار ودست في مخربة عندئذ سوف تشفط عدداً من الشياطين الساكنين في نفس المخربة وترسلهم للمنزل المستهدف فتفجر الصراعات المنزلية وتمزق العائلة الواحدة.


التوصية الثانية: الضمان أن يكون في كل بيت مسلم خادمة تتولى شؤون تربية الطفل المسلم مما يفسد لغة الطفل ويدفع بمربية الأجيال إلى الكسل والاتكالية وإهمال واجباتها تجاه زوجها وعند الحاجة سوف تسرق الخادمة لفافة من شعر مربية الأجيال أو قطعة من ملابسها الداخلية لإرسالها إلى معامل تخصيب السحر في إندونيسيا أو الفلبين للتفريق بينها وبين عائلتها. ولا شك أن وجود الخادمة في البيت سوف يدفع بمربية الأجيال إلى ترك مملكتها والبحث عن عمل ومخالطة الرجال الأمر الذي يخالف فطرتها.

وجاء في التوصية الثالثة: العمل على توظيف عدد من بني جلدتهم ويتكلمون لغتهم ثم تمكينهم من الصحافة ووسائل الإعلام لإنتاج المقالات والمسلسلات والبرامج التي تسهم في التغريب وتزين حال نسائنا في الغرب اللاتي أفسدناهن لكي تنخدع المرأة المسلمة وتتبع المرأة الغربية. حذو القذة بالقذة.

والتوصية الرابعة التي أضافها رئيس المؤتمر بنفسه: استحداث إدارة مستقلة بمسمى (الإدارة العامة لشؤون إفساد المرأة المسلمة) تتبع لها كل التنظيمات والأنشطة الإفسادية المختلفة مع فتح قسم خاص للعبث بالعباءة الشرعية.

رغم تسرب كثير من توصيات ذاك المؤتمر ووقوعها في أيدي دعاة المسلمين إلا أن العمل المنظم للتصدي لهذه الهجمة التغريبية الشرسة بدأت مع طلائع الصحوة المباركة التي عمت ديار المسلمين. في بداية الثمانينات الميلادية عقد في جامعة الإيمان الصنعانية أول مؤتمر لمناقشة قضية التغريب ومراجعة توصيات مؤتمر الماسونية النمساوي الخبيثة. بدعوة كريمة من رئيس الجامعة وباني نهضتها الشيخ عبدالمجيد الزنداني حضر عدد وافر من الدعاة الأفاضل والرقاة الشرعيين الأفاضل أيضاً. شكلت التوصيات التي صدرت عن هذا المؤتمر المبارك اللبنة الأولى في حائط الصد القائم على سلسلة ضخمة من الفتاوى المتدفقة.

في محاضرتها شبهت الداعية الإسلامية الفاضلة عائشة المرطة توصيات جامعة الإيمان بإجراءات التصدي لغارات العدو الجوية الليلية عندما تلجأ السلطات إلى إطفاء الأنوار ليعم الظلام مكان كل الأنوار المحتملة.

وتستطرد الداعية الفاضلة قائلة: قام دعاتنا ورقاتنا الأفاضل بطمس وجود المرأة لكي لا يراها العدو. حيث كثفوا السواد الذي يحيط بها عندما تسير خارج منزلها ولطسوا نوافذ الاتوبيسات المدرسية وألحقوها بتظليل السيارات الخاصة ورفعوا العباءة من الكتف إلى الرأس وهكذا تم تضليل العدو مما أربك خططه الإفسادية. أشارت الداعية الفاضلة أيضاً في محاضرتها إلى جهود وحدة السحر التي أنشأتها هيئة الأمر بالمعروف والدور التنويري الذي لعبته هذه الوحدة في حياة المسلمين، تنطلق كل صباح كتيبة من خبراء الهيئة من مخربة إلى مخربة ينبشون الصرارات من تحت الأرض ثم يبطلون السحر متفوقون في ذلك على خبراء السحر في أوروبا العصور الوسطى. كانت تلك الوحدة أول جهاز في تاريخ البشرية تتعامل علمياً مع مادة سحر التفريق (TTMS) وغيرها من القوى السحرية كسحر التخييل والسحر الأسود وغيرها من الأسحار الفتاكة التي أوصى بنشرها مؤتمر النمسا المشؤوم في بلاد المسلمين.