-A +A
خالد السليمان
أمام الأزمة المالية التي تواجهها الكيانات الإعلامية المكتوبة والمرئية والمسموعة بما فيها حتى المنصات الرقمية، وانحسار سوق الإعلان وتغير اتجاهاته، نجد أن هناك تحولا من الإعلام إلى الدعاية، فأصبحت العديد من وسائل الإعلام ومنصاته أسيرة التسويق الإعلامي بعد أن كانت أداة للرقابة والنقد !

مشكلة الإعلام اليوم أنه يفقد وظيفته الحقيقية، ويتخلى أمام الضغوط المالية عن جوهر ما يشكل الهوية الإعلامية، وهذا يعود بي إلى ما سبق أن حذرت منه عند مناقشة أزمة المؤسسات الصحفية من أن الخطر المحدق بالإعلام ليس خسارة مؤسسات إعلامية وإنما خسارة مهنة الإعلام نفسها !


واليوم وقد فشل الإعلام الجديد في ملء الفراغ، وفشلت المنصات الرقمية للإعلام التقليدي في تعويض الخسائر، وعجز سوق الإعلان عن إيجاد التوازن أمام سطوة تطبيقات التواصل الاجتماعي ومشاهيرها، وقصور التشريعات في جني أي ثمار من الإعلانات العابرة للحدود عبر «جوجل» و«سناب» وغيرها، يبدو مستقبل الإعلام أكثر قتامة وتبدو مؤسساته أقل مقاومة للانجراف مع تيار التسويق والدعاية !

بل إن بعض وسائل الإعلام تحولت أضواءها من إضاءة الحقيقة بكل إيجابياتها وسلبياتها إلى إضاءة تجميلية، فلم تعد صوت المجتمع ولا مرآة الرأي العام، ولا أقول إن الإعلام كان دوما منفصلا عن الدعاية، لكن كانت هناك مساحة كافية تحميها المهنية الإعلامية جعلت من وسائل الإعلام عدسة ومرآة وصوتا وصدى للخبر والتحليل والرأي !

باختصار.. أخشى أن نقول قريبا على قياس قصة الثور الأبيض: فُقد تأثير الإعلام يوم فقدت مهنة الإعلام !