-A +A
سلطان الزايدي
إن حديث «نور الدين إمرابط» في القناة الهولندية عن السعودية وطبيعة الحياة فيها أثلج صدر السعوديين على وجه الخصوص، فمثل هذه الإشادات والتي تصدر عن أشخاصٍ نالوا شرف العيش في السعودية هي بكل تأكيدٍ تعطي انطباعًا إيجابيًّا في الخارج عن السعودية، حتى لو تعمّدت القناة أو الوسيلة الإعلامية استفزاز الضيف أو توجيهه في اللقاء لكي يركز على أشياء معينة قد ترضي أهدافه من اللقاء، وربما أن استضافة النجم المغربي «نور الدين إمرابط» لم تكن لتتم إلا عندما علموا أن هذا النجم الخلوق لن يكمل مسيرته في السعودية، وأن عقده قد انتهى وليس هناك نية للتجديد معه، وقد يكون صيدًا سهلًا يستفيدون من ردّة فعله ويتحدث عن السعودية بكلّ سلبية، وهذا بالطبع لم يحدث؛ لأن الواقع يفرض نفسه، وإن وجد مَن يفعل ذلك فلن يجد أحداثًا تحدث في السعودية، يستطيع أن يتحدث عنها وتكون نبرة الصدق واضحةً في كلامه، فالحديث عن الأشياء الحقيقية أكثر صدقًا من البحث عن قصصٍ ينكشف فيها تضليل المتحدث وكذبه.

جميلٌ أن تصبح السعودية بهذا المشهد، وبهذه الصورة الرائعة في ذهن كلّ من يأتي إليها، هذا العمل رائع، وسيزداد روعةً حين تكتمل كلُّ المشاريع التي تجعل العالم يأتي إما للعمل أو للسياحة، وهم في قمة اشتياقهم لفعل هذا الأمر.


سنوات طويلة مضت والصورة النمطية لدى بعض دول العالم عن السعودية غير جيدة، وكنّا نحتاج لعملٍ كبيرٍ من أجل أن نغير هذه الصورة، وهذا العمل كان مرتبطًا بمشروعٍ ضخم، وتغييرٍ شاملٍ أحدثه ولي العهد السعودي -حفظه الله-، واليوم نلمس بعض جوانبه ونتطلع لأن يكتمل هذا وتصبح بلادي العظيمة مكانًا يرغب البشر في زيارته والبقاء فيه فترةً زمنيةً طويلة.

إن الحديث المستمر عن دور الإعلام السعودي في الخارج، وعن التقصير الذي ارتبط بهذا الجانب وينتقده البعض ليس دقيقًا بالدرجة التي يتخيلها الناس؛ لأن الإعلام هو وسيلةٌ تقدم من خلالها الصورة المثالية كأسلوبٍ يتّبع في كثيرٍ من الدول، لكن أن يكون هناك عملٌ يقدّم نفسه ويفرض كلّ تفاصيله في كلّ العالم، وتكون الإشادة من جهاتٍ خارجيةٍ، فهنا تكون الصورة أكثر وضوحًا ومصداقيةً عن السعودية، كما فعل «نور الدين إمرابط» وهو نجمٌ دوليٌّ كبيرٌ في كرة القدم.

من هذه النافذة الرياضية يمكن أن نسلّط الضوء على هذه الحقيقة، بأن نضرب أمثلةً عن نجومٍ محترفين جاءتهم عروض احترافٍ كبيرةٍ في أنديةٍ سعوديةٍ، وهذا المحترف قبل أن يعلن موافقته من عدمها أو حتى يفكر بالعرض يبحث عن أيّ محترفٍ آخر من بني جلدته أو صديقٍ من دولةٍ أخرى؛ ليسأله عن السعودية والحياة فيها، هنا تكون الصورة أكثر وضوحًا للعالم، ففي السابق كان كثيرٌ من المحترفين يرفضون الذهاب إلى السعودية، رغم أن المبالغ التي ستدفع لهم في تلك الفترة لم تكن قليلة، وكذلك المدربون كانوا يرفضون العمل في السعودية لأسبابٍ كثيرة، بعضها مرتبطٌ بنوع الحياة في السعودية.

أما الآن الوضع مختلف، وجواب السؤال عن الحياة في السعودية قد اختلف وأصبح النسبة الأكبر يقبلون بعروض العمل التي تقدم لهم؛ لهذا نجد أن وزارة الرياضة تستحق الإشادة والتقدير حين تفطّنت لهذه النقطة، وعملت على حفظ حقوق كلّ المحترفين والمدربين الذين أتوا للعمل في السعودية، بعد أن أغلقت كل التزامات الأندية الخارجية بدعمٍ من حكومة خادم الحرمين الشريفين، وقررت وضع ضوابط صارمة تحفظ للمملكة سمعتها في الاتحاد الدولي لكرة القدم، والسيطرة على كمية الشكاوى التي تخصّ الأندية السعودية في أروقة الفيفا.

ودمتم بخير،،،