-A +A
حمود أبو طالب
للمرة الثانية خلال فترة قصيرة أكتب عن التصرفات غير المنضبطة لبعض من تم الاصطلاح على تسميتهم بمشاهير السوشيال ميديا عطفاً على ما أثير من نقاش قبل ثلاثة أو أربعة أيام، بعد أن نشر أحدهم مقاطع من إحدى الدول السياحية مرفوقاً بكلام مبتذل عن فتياتها، القصد منه تشجيع السواح الخليجيين لزيارتها على هذا الأساس، وكانت التعليقات في تويتر في معظمها رافضة وشاجبة لمثل ذلك الطرح، بينما رأت قلة أن من حق ذلك الشخص قول ما يشاء من منطلق الحرية الشخصية لأنه يمثل نفسه فقط ولا يجب بالضرورة أن نعتبر أي سائح ممثلاً لقيم مجتمعه أو سفيراً لبلده مثلما هو الطرح التقليدي السائد.

الحقيقة أن المسألة في مثل ذلك الطرح في منبر عام تتجاوز مسألة الحرية الشخصية والتصرف الفردي عندما يكون بتلك اللغة المبتذلة، فالشخص قد أساء لمجتمع تلك الدولة بحديثه التعميمي عن الانحراف الأخلاقي بين فتياتها حتى لو كان بصيغة الإيحاء، وربما يوضح لنا أهل القانون تبعات ذلك، ومن ناحية أخرى فإن للمنابر الإعلامية العامة مثل مواقع التواصل التي يتعامل معها الملايين آدابها وضوابطها وأخلاقياتها، ولا يجب توظيفها للدعوة إلى الانحلال بأي صيغة، وعندما يتعلق الأمر ببعض الذين لهم عدد كبير من المتابعين يضعهم في تصنيف المشاهير أو المؤثرين يكون الخطأ أكبر والمسؤولية أخطر. لمثل هذا الشخص حريته الشخصية مهما كانت سيئة ولكن ليس من حقه ممارستها أمام الجميع بمثل تلك الطريقة الفجة.


نعود ونكرر القول إن هناك فئة من مشاهير ومؤثري مواقع التواصل يتعاملون معها بوعي ومسؤولية، ويقدمون فائدة للمتابعين، ويناقشون مواضيع مفيدة، ولكن مثل فئة ذلك الشخص وأمثاله لا يجب ترك الحبل على الغارب لهم بتجاوزاتهم المبتذلة. لقد تمت معاقبة المشاركين في الحادثة الشهيرة الأخيرة التي نظمتها إحدى الشركات، ومن باب أولى معاقبة من يدعون علناً إلى الرذيلة.