-A +A
حمود أبو طالب
يذكرنا مؤتمر المصالحة وإعلان السلام في أفغانستان الذي عقد الأسبوع الماضي في مكة المكرمة بالمسؤولية التي حملتها المملكة على عاتقها تجاه العالم الإسلامي والعربي انطلاقاً من حرصها على الوئام والسلام وتجنيب الشعوب كوارث الحروب والنزاعات المسلحة وسد الثغرات التي تتسلل منها أسباب تحويل الدول إلى شتات تتجاذبه الخلافات المزمنة.

يأتي هذا المؤتمر ضمن مؤتمرات ولقاءات مصالحة تأريخية عقدت في المملكة، ربما نختصر أبرزها بدءاً باتفاق الطائف الشهير لإنهاء الحرب الأهلية في لبنان، ثم لقاء المصالحة الفلسطينية بين منظمة التحرير الفلسطينية فتح وحركة حماس في مكة المكرمة عام 2007، ومؤتمر المصالحة الوطنية الصومالية في مدينة جدة في العام نفسه، والمؤتمر الدولي لعلماء المسلمين حول السلم في أفغانستان عام 2018، واتفاقية جدة للمصالحة بين إثيوبيا وأريتريا في العام ذاته، واتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي والحكومة الشرعية اليمنية عام 2019. وهناك الكثير من لقاءات المصالحة السابقة سواءً المعلنة أو التي تمت في الكواليس بمبادرات من المملكة بذلت فيها جهوداً كبيرة لتقريب وجهات النظر وتجهيز مناخ مناسب لإذابة الخلافات.


هذه هي المسؤولية الأخلاقية للمملكة، وهذا هو استشعارها لواجبها سابقاً ولاحقاً، وتبقى المسؤولية الكاملة بعد ذلك على المعنيين بالأمر من أطراف الخلاف، ومدى صدقهم في خدمة أوطانهم وشعوبهم، فالبعض صدقوا في نواياهم، والبعض أقسموا أمام الكعبة وعادوا سريعاً الى متاجرتهم بمآسي شعوبهم.