-A +A
ميّ خالد
الهندسة الديموغرافية هي عندما تقوم بتغيير السكان من خلال العوامل الديموغرافية نفسها، على سبيل المثال أن يتم التلاعب بمعدلات المواليد أو معدلات الوفيات أو الهجرة.

والهندسة الديمغرافية في أكثر أشكالها تطرفا يمكن أن تشمل الإبادة الجماعية.


أحد الأمثلة التاريخية على الهندسة الديموغرافية هو ما فعلته الكنيسة البروتستانتية في أيرلندا الشمالية حيث شجعت الكاثوليك على الهجرة في الستينيات والسبعينيات. كانت هذه استراتيجية متعمدة إلى حد ما لمواجهة معدلات المواليد لدى الكاثوليكيين المرتفعة ولدعم أعداد البروتستانت.

مثال آخر هو معدلات المواليد المرتفعة لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين عند مقارنتها بشعوب المنطقة سنجد أنهم ينجبون أكثر من جيرانهم، ينجبون مدفوعين برغبة المجموعة في تعزيز أعدادهم في وقت النزاع.

تحدث الهندسة الديموغرافية الناعمة عندما تحاول تغيير مجموعة سكانية من خلال وسائل غير ديموغرافية، مثل إعادة رسم الحدود أو التلاعب بالهويات الثقافية أو القومية. لنأخذ مثالاً آخر من أيرلندا الشمالية: عندما تأسست الدولة، كان هناك قرار بإدراج ست مقاطعات بدلاً من تسع، حيث شكلت تلك المقاطعات الست أغلبية سكان بروتستانتية أكثر استدامة.

أما أحدث هندسة ديموغرافية شهدها العالم خلال الأعوام القليلة الماضية فحدثت في ما يسمى بممر السلام في شمال سوريا الذي قام النظام الإيراني المجرم ومعه بعض القوى الإجرامية بتهجير قسري للسوريين من قراهم وأرياف ليحل مكانهم سوريون آخرون لكنهم حاضنة شعبية للنظام الإيراني. صحيح أن نتائج تهجير العرب وإحلال الأكراد مكانهم، وإحلال السوريين الموالين وأتباع حزب البعث محل المعارضة السورية لم تظهر نتائجها بعد، لكنها ستظهر إن عاجلاً أو آجلاً.