-A +A
سلطان الزايدي
لا يوجد محبٌّ لكرة القدم لا تستهويه متابعة «الليغا الإسبانية» بكل تفاصيلها الفنية والإدارية، ومتابعة نجوم الدوري هناك، فرغم ظروف «كوفيد 19» التي اجتاحت العالم، وتسببت في غياب جمهور كرة القدم عن الملاعب في كثيرٍ من الدوريات المهمة في العالم، إلا أنّ كرة القدم ظلَّت متمسكةً بشعبيتها وقوة تأثيرها في كلّ مكان، بعد أن تفوّقت على كل الألعاب، ولم تخسر شيئاً من تلك الشعبية رغم كل شيء حدث وما زال يحدث.

في «الليغا الإسبانية» كانت الظروف تقف هذا الموسم مع العبقري ابن الأرجنتين «دييغو سيميوني» الذي تفوق على الكل، وحقّق الفوز في بطولة الدوري بأصعب الطرق، عاش كل اللحظات التي كان يخوض فيها فريقه المباريات، وكان يضع الحلول المناسبة لكل مباراة، استفاد من غياب المنافسين التقليديين على بطولة الدوري -ريال مدريد وبرشلونة- واستغل هفواتهم وتفريطهم في النقاط، وتحرك نحو هدفه بمساعدة الجميع بعد أن شعر بالرغبة في تحقيق هذا المنجز الكبير الذي انتظره جمهور العاصمة مدريد منذ 2014م.


فحين شاهد العالم النجم الأوروغوياني «لويس سواريز»، هداف «أتلتيكو مدريد» ممسكاً بهاتفه النقّال وهو يجهش بالبكاء عند نهاية مباراة فريقه أمام «بلد الوليد»، وتتويجه كبطل لليغا الإسبانية، فهموا معنى تلك الدموع، وشعروا بكلّ شيءٍ شعر به «سواريز» في لحظتها، فالدموع والبكاء الشديد لا يحضر إلا بسبب حزنٍ شديدٍ أو فرحٍ كبيرٍ يصعب تحمله، ولسواريز تفاصيل صعبة جعلته يجلس تلك الجلسة ويذرف كل تلك الدموع؛ لأنه أثبت لكلّ العالم أن خروجه من «برشلونة» ليس لأنه لم يقدم عملاً جيداً معهم، فالأرقام تنصفه وتضعه في الإطار الذهبي الذي يستحقه، لهذا هو ما زال يعيش ألم عدم التقدير الذي وجده من البرشلونيين بعد أن قللوا من شأنه؛ لذلك كان حريصاً كلّ الحرص على أن يظهر في هذا الموسم بكلّ قوة، ويكون أحد أهم أيقونات صنع الإنجاز والتفوق.

لقد عاش جمهور «أتلتيكو مدريد» ليلة فرحٍ كبيرةً، تعبر عن مدى الرضا والحب وحجم الانتظار الذي صاحب بطولة الدوري من البداية إلى النهاية حتى تحقق هذا الإنجاز، فشعور كلّ لاعبٍ لحظة الفوز باللقب انتقل للجمهور، وكانت ردّة فعلهم انعكاساً حقيقيّاً لحالة الفرح التي عاشها كلّ أفراد الفريق، لتبقى كرة القدم عنواناً للفرح والسعادة حين ترتبط بالإنجازات التي تتحقق بعد جهدٍ مضنٍ، فشتّان بين حالة الفرح التي عاشها نجوم «أتلتيكو مدريد» بتحقيق «الليغا الإسبانية»، وبين حالة الفرح التي عاشها نجوم الهلال بعد تحقيق دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين!

وقفة: إن حجم الفرح مرتبطٌ بحجم الجهد.

ودمتم بخير،،،