-A +A
ميّ خالد
علم المدن يشهد ازدهاراً كبيراً في السنوات الأخيرة، بسبب سرعة نقل البيانات بالهواتف الذكية، وبالأخص في مجال دراسة وتحليل أنماط التنقل بين المدن.

حيث يمكن للعلماء البحث عن أنماط في كيفية مشاركة مجموعات كبيرة من الأشخاص في السفر اليومي وكيف ترتبط هذه الحركات بالعوامل الاجتماعية الرئيسية مثل الدخل والصحة والتعليم.


من ضمن هذه المعلومات التي توفرت بعد جمع وتحليل بيانات برامج الهاتف الجوال كبرامج الخرائط ومحركات البحث، أنه من النادر أن يسافر السكان أصحاب الدخل العالي والسكان أصحاب الدخل المنخفض إلى نفس المواقع والمدن، فالسكان ذوو الدخل المنخفض يميلون إلى السفر لمسافات أطول في المتوسط من السكان الأثرياء. ووجد تحليل للتنقل في بعض المدن أن السكان الأكثر تنقلاً لم يكونوا أفقر ولا أغنى المواطنين بل هم من الطبقة البرجوازية (المتوسطة العليا).

بالطبع أن هذه المعلومات لها آثار كبيرة على التصميم الحضري في المدن.

تعود أهمية استخدام البيانات التي يوفرها الهاتف الجوال في تصميم المدن إلى أنه في منتصف هذا القرن ستزيد نسبة سكان المدن حول العالم، فبعدما كانوا يمثلون ما نسبته 55% من السبعة مليارات نسمة، سيصبحون أكثر من 70%. هذا إن نجونا من وباء كوفيد 19 ومن الكوارث المناخية حسب آراء العلماء.

فهل سيتسبب ذلك في المزيد من الازدهار البشري أو المزيد من الفقر المدقع وعدم المساواة. هذه الأسئلة وأكثر تتنبأ بها البيانات التي يجمعها الدارسون والباحثون في مجال علم المدن وعلم الاجتماع.

كم أتمنى لو أننا في المملكة نجمع مثل هذه البيانات ونعمل على تحليلها وتفسيرها مبكرا خلال خطواتنا في تنفيذ مشاريع الرؤية المباركة (رؤية 2030)، لأنه كما يبدو أن التصميم الحضري المستقبلي هو التصميم القائم على البيانات جمعاً وتحليلاً وتفسيراً.