-A +A
خالد السليمان
انقسم بعض الإخوان المسلمين حول بيان صدر عن اجتماع سياسي عقد في تركيا وصف الإخوان الهاربين من مصر إلى تركيا باللاجئين، ولا أدري أي صفة يريد هؤلاء الإخوان أن تُطلق عليهم، فلا هم بالمواطنين الأتراك ولا السياح العابرين ولا المقيمين العاملين، وأدق وصف يمكن أن يحصلوا عليه هو اللاجئون الهاربون، وبعضهم قد يحصل أيضا على صفة المجرمين المطلوبين للعدالة في جرائم القتل والفساد !

أعتقد أن حالة التوتر التي يعيشها الإخوان اللاجئون لتركيا اليوم سببها الشعور بالخذلان من النظام التركي، وهو شعور طبيعي بعد أن صدقوا أن تركيا هي دار الخلافة الموعودة والعهود المحفوظة والمبادئ المحفورة، فإذا بهم يدركون بأنهم مجرد سلعة في سوق النخاسة السياسية !


لكن هل يجب أن يشعر الإخوان بالصدمة من الموقف التركي الساعي لإصلاح العلاقات مع مصر والسعودية والتراجع عن سياسات التنمر والتضخم الإقليمي؟! بكل تأكيد لا، فالانتهازية السياسية هي في صلب عقيدة الجماعة، وتاريخها تماهى دائما مع المصالح حتى وإن كان ذلك على حساب المبادئ الدينية والمسلمات العقائدية، فالإخوان تحالفوا مع الإيرانيين الذين يقتلون المسلمين في العراق وسورية واليمن ولبنان، ويهددون بلاد الحرمين، كما دخلوا في تسويات وتفاهمات مع العدو الإسرائيلي في غزة، وغضوا الطرف عن تناقضات السياسة التركية، وبالتالي فهم أبعد ما يكونون عن المثالية الزائفة التي تتقمصها الجماعات الثورية في شعاراتها !

المفاجأة التي يجب أن يشعر بها الإخوان اليوم هي في سرعة عرضهم للبيع في البازار السياسي التركي، أما ما يجب أن يقلقهم فهو أنهم اليوم سلعة كاسدة رغم زهد ثمنها !