-A +A
بشرى فيصل السباعي
من الظواهر بمواقع التواصل التي لن تجدها بأي مكان في العالم غير الوطن العربي ظاهرة هاشتاقات استغاثة ضحايا العنف الأسري، فبكل العالم هناك عنف أسري لكن لا نرى هاشتاقات استغاثة للضحايا بمواقع التواصل لدى غير العرب؛ والسبب أن لديهم منظومة فاعلة لحماية الضحايا تداهم بيت المتورط بالعنف الأسري كأي مجرم وتؤمن ضحاياه وتقدم لهم الحماية والرعاية المادية والنفسية، لكن عندما لا تكون هناك إجراءات فاعلة للتجاوب مع بلاغات العنف الأسري تعاقب المجرم وتحمي الضحايا فعندها سنرى استنجاد الضحايا بمواقع التواصل، وهذا نموذج للإجراءات الفاعلة شهده الشيخ عائض القرني ونشره بمقاله في صحيفة الشرق الأوسط- 11/‏مايو/‏2010م -بعنوان «أميركا تنصر امرأة سعودية» حيث وقف أثناء زيارته لأمريكا على قصة مبتعث سعودي يعنف زوجته، وعندما كانت زوجته تستنجد بجيرانهم السعوديين كانوا يتسترون عليه وعندما استنجدت بإخوانها ووالدها قاموا «بتوبيخها وتهديدها» وعندها اتصلت بالشرطة الأمريكية وأبلغت عن تعنيف زوجها «خلال دقائق وصلت أكثر من خمس دوريات أمريكية إلى منزل العائلة.. وتم حجز الأب في قسم الشرطة، ونقل الزوجة وأولادها إلى فندق.. ووضع حماية للأسرة، بالإضافة إلى تكليف رجال الشرطة بإيصال الأبناء إلى المدرسة وإرجاعهم.. حماية السكن الذي تقطنه الأسرة.. صرف بطاقة تحتوي على مبلغ مادي لشراء المستلزمات الضرورية.. وقامت الشرطة بأخذ تعهد عليه بعدم دخول الحي الذي تسكنه الزوجة والأولاد..أو زيارة الأبناء بالمدرسة» وأدانت المحكمة الزوج ومنحت الحضانة للزوجة التي تطلقت منه و«قامت الحكومة الأمريكية بتوفير سكن للسيدة السعودية ودفع الأجرة عنها وبعد مدة تستطيع امتلاك البيت، وقامت بتوظيفها بوظيفة تتناسب مع معتقدها وبراتب 3000 دولار، والتكفل بتكاليف دراسة الأبناء بالمدارس الأمريكية.. تحمّل نفقات دراسة المرأة بالجامعة.. إعطائها بطاقة تحتوي على مبلغ مادي شهري» وتابع: أما لدينا نحن العرب «فكم من امرأة تضرب وتُهان ولا تجد من ينجدها..؟ وهناك عشرات القصص التي تطالعنا كل يوم مما يشيب لها الرأس وفيها أبشع أنواع الظلم والقهر والكبت تتجرعه المرأة صباح مساء وأخشى بعد قراءة هذه المقالة أن تطالب كثير من النساء بالسفر إلى أمريكا، وأقترح.. أن نفعل بالزوج المعتدي كما فعلت حكومة الولايات المتحدة، وأقول: والله لقد فعلها عمر بن الخطاب.. مع امرأة مظلومة؛ إذ ذهب بسيفه إلى بيت زوجها وأخذ المرأة وأنقذها وأدب الرجل تأديباً بالغاً».