-A +A
خالد السليمان
وصف وزير البيئة والمياه والزراعة د. عبدالرحمن الفضلي مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي أعلنها ولي العهد وتتضمن زراعة ١٠ مليارات شجرة بأنهما تحققان المستهدفات العالمية في حماية الأرض والطبيعة !

إذا كنا بحاجة لغرس ١٠ آلاف مليون شجرة ومضاعفة مساحاتنا المغطاة بالأشجار حاليا ١٢ ضعفا لمواجهة التحديات البيئية التي تهددنا وتستنزف ١٣ مليار دولار سنويا بسبب العواصف الرملية، وتلوث الهواء بفعل غازات الاحتباس الحراري وتخفض معدل عمر الإنسان في السعودية سنة ونصف، فأي جريمة ارتكبت بحق بيئة هذه البلاد طيلة عقود من الزمن ؟!


أين كانت المؤسسات التي عنيت بالبيئة والحياة البرية والفطرية والزراعة والمياه والتصحر طيلة تلك السنوات وماذا عملت وأين قصرت ؟!

أليس من حقنا وحق الأجيال القادمة أن نسأل لماذا لم نبدأ مبكرا في حماية بيئتنا وحسن استخدام مواردنا الطبيعية، وأين كنا سنكون لو أننا بدأنا عمل اليوم بالأمس ؟!

كان تدمير البيئة وخنق الأرض يجري أمام الأبصار وتحت السمع دون أن يتصدى له أحد بالشكل الصحيح أو حتى يفهم واجباته تجاهه ويعي أهميته، كان شعار الحياة مرتبطا دائما بالحاضر وحده دون تفكير بالمستقبل وحقوق أجياله، تماما كما يفعل البشر اليوم بتدميرهم للأرض دون تفكير بمستقبل أجيال سترث كل هذا التلوث والدمار البيئي كما توارثته أجيال الثورات الصناعية التي لا شعار يعلو فيها على شعار استنزاف الأرض وسحق مواردها !

باختصار.. عندما تتنفس الأرض يتنفس الإنسان، وعندما تختنق يختنق، وما نزرعه اليوم ونسقيه سنقطف ثماره غدا إما شوكا أو عنبا !