-A +A
خالد السليمان
ليس سرا أن القرار الحوثي في طهران وليس صنعاء وبالتالي يجد الحوثيون أنفسهم أمام مسؤولية تجاه الشعب اليمني لقبول المبادرة السعودية لوقف إطلاق النار والشروع في الحل السلمي الذي يحقن دماء اليمنيين ويحفظ مقدراتهم ويعمر بلادهم فور إعلانها !

في الحقيقة لا تكترث إيران للحياة أو الموت، ولا للدمار أو البناء في اليمن، فاليمن بالنسبة لهم ليس سوى بيدق آخر على شطرنج لعبة مصالحهم مع المجتمع الدولي، شأنه شأن لبنان وسوريا والعراق وكل بلد عربي يسعون لاقتحامه من البوابة الطائفية لتحقيق مصالحهم التوسعية !


لكن السعوديين الذين نجحوا في تقويض المشروع الإيراني في اليمن قدموا هذه المبادرة ليبرهنوا للعالم من جديد سعيهم لإنهاء الحرب في اليمن وحقن الدماء وإحلال السلام وإيجاد حل سياسي يشارك فيه جميع اليمنيين على أسس الاستقلال والنماء، ولإبراء الذمة أمام العالم في ممارسة حقهم في الدفاع عن سيادة الأرض وسلامة الإنسان عند الرد على الاعتداءات الحوثية بواسطة الصواريخ والمسيرات التي تستهدف المنشآت المدنية والأحياء السكنية في المدن السعودية !

أما الحوثي فإنه سيجد نفسه في زاوية ضيقة أمام الشعب اليمني خاصة في مناطق التواجد الحوثي الذي سيتساءل عن سبب رفض الحلول السلمية، وأمام المجتمع الدولي الذي ستزداد قناعته بأن المليشيا الحوثية هي الطرف الذي يرفض السلام ويتمسك بالحرب، ويرتهن قراره للنظام الإيراني على حساب مصالح الشعب اليمني !

إنها مبادرة تضرب المزيد من القيود على أيدي الحوثيين، وتحشرهم أكثر في زاوية العزلة داخليا وإقليميا ودوليا وفي نفس الوقت تمنحهم المخرج الآمن نحو المشاركة في بناء مستقبل اليمن !

K_Alsuliman@

jehat5@yahoo.com