-A +A
حمود أبو طالب
بحسب ما تناقلته وسائل الإعلام، يقول المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن تركيا يمكنها فتح صفحة جديدة في علاقتها مع مصر وعدد من دول الخليج من أجل المساعدة في تحقيق السلام والاستقرار الإقليميين، وبالنسبة لمصر قال إن تركيا تدرك أهمية دورها في المنطقة، واستعداد بلاده لترميم علاقتها بها، وإن مصر تعاني حالياً من مشكلات اقتصادية وأمنية تتفهمها تركيا بشكل كامل.

وبشكل مباشر وواضح ومختصر نقول للسيد كالين إن تركيا قد ذهبت بعيداً في دورها التخريبي في بعض الدول العربية واستفزازاتها المتواصلة لدول الخليج -المملكة تحديداً- بالإضافة لمصر، فالإساءات المتكررة للمملكة، تصريحاً وتلميحاً، جاءت من أعلى سلطة لديكم رغم حرصنا على علاقات جيدة معكم، بل بلغ التمادي بكم أحياناً حداً لا تقبله الأعراف الدبلوماسية وضوابط العلاقات بين الدول، ورغم ذلك استمرت سياسة الهدوء والاتزان التي تتسم بها المملكة. وأما بالنسبة لمصر فقد فجرتم في الكيد لها بدعم فلول تنظيم الإخوان المخربين المقيمين لديكم، ومحاولتكم الخبيثة طعنها من الخاصرة الليبية بالتنظيمات الإرهابية والمرتزقة ومحاولة تجاوز الخطوط الحمراء للأمن المصري، ولذلك أنتم السبب الأكبر في المشكلات الأمنية لمصر التي تتحدث عنها، لكنها استطاعت تجاوزها وستظل قادرة على حفظ أمنها مهما حاولتم الإضرار به.


السلام والاستقرار الذي تتحدث عنه وتدعي بلادكم رغبتها المشاركة في تحقيقه يحتاج دولة عاقلة متزنة، وليس دولة تجاهر بمشروعها لإعادة استعمار بائد وتنشر خريطة أحلامها التوسعية التي تغطي عدداً من الدول العربية، يحتاج دولة ترفع يدها عن دعم الفوضى والمؤامرات وتكف عن المغامرات المتهورة ولا تستهين بدول ذات سيادة وقوة، وقادرة على الدفاع عن مقدراتها وحدودها وشعوبها وأمنها واستقرارها. فإذا كنتم فعلاً تعنون ما تقولون هذه المرة، فعليكم إثبات النوايا بالأفعال الملموسة لأن مصداقيتكم في الحضيض، ولعلمكم فأنتم تخاطبون دولاً أكبر وأنضج من أن تنطلي عليها المناورات الكلامية والحيل الساذجة والتكتيكات المرحلية. أنتم بحاجة إلى ترميم سياساتكم قبل ترميم علاقاتكم مع الغير.

habutalib@hotmail.com