-A +A
حمود أبو طالب
خبران مهمان جداً خلال اليومين الماضين، أجزم أنهما من أهم أدلة التفوق السريع الذي نحرزه في مجال البنية التحتية التقنية وثورة التكنولوجيا والاتصالات؛ الخبر الأول هو بدء تطبيق نظام المدفوعات والحوالات السريعة بين البنوك على مدار الساعة وطوال أيام السنة بمعرفات أكثر سهولة مثل رقم الهاتف والبريد الإلكتروني، وبذلك تكون المملكة من بين أربع دول فقط في مجموعة العشرين التي تطبق هذا النظام.

الخبر الآخر هو إعلان وزارة التعليم استمرار التعليم عن بُعد إلى نهاية العام الدراسي بعد تقييم الوضع الصحي وموافقة المقام السامي على ذلك حرصاً على صحة الطلاب والطالبات، ولكن ما كان لهذا القرار أن يتخذ لولا البنية التحتية التقنية الضخمة والدقيقة والمتطورة التي أنشأتها وزارة التعليم وعملت على تحديثها باستمرار لتكون الوسيلة البديلة للتعليم خلال الجائحة، والتي أثبتت نجاحها الكبير.


سابقاً كنا نصل حد التندر على الخدمات الإلكترونية لدينا في مختلف المواقع، ونتمنى أن تصل إلى مستوى بعض الدول المجاورة لنا، لكننا اليوم نستطيع التباهي بما تم إنجازه فيها خلال فترة قياسية من تطور هائل يتفوق على دول سبقتنا زمنياً في تشغيل تلك الخدمات. الأنظمة الإلكترونية البنكية والخدماتية والمعلوماتية والأمنية لدينا أصبحت نموذجاً لمنظومة التحديث السريعة الشاملة الهائلة التي تسري في شرايين المرافق الوطنية العامة والخاصة، وهذه الحقيقة تجعلنا في تحدٍّ دائم مع أنفسنا ومع المستجدات التقنية التي تنهمر كل يوم لنصل إلى النموذج الذي نحلم به، ونحن عليه من القادرين.

habutalib@hotmail.com