-A +A
عبده خال
عليك أن تضرب كفّاً بكفٍّ حيال الحفر المنتشرة على طول وعرض مدينة جدة..

هذه الحسرة تتوالى في الأحياء والشوارع معاً، وهو الواقع الذي طالما اشتكينا منه وحسبنا أن حله سيدفع أمانة جدة إلى التصدي والتكفل بحل هذه المأساة، وبسبب هذا الظن مارسنا جميع أنواع الشكوى، ووقفنا على آخر مدى علنا نلمح طيفَ حلٍّ، ولشدة توالي الشكوى، تذكرنا تعهد أمين سابق بالقضاء التام على جميع الحفر المتواجدة في الشوارع الفرعية قبل الرئيسية، وحمل ذلك العهد شعار القضاء على الحفر.. كان زمناً أثبتت الأيام أن قول الأمين السابق أراد منه أن يسترخي على كرسي الأمانة، وذهب العام والأعوام، وخرج الأمين المتعهد بالقضاء على الحفر من مبنى الأمانة، وبقيت الحفر في أماكنها بل توالدت، وكأنها أنثى أرنب تترك في كل شارع ندوباً تهد الأعصاب قبل أن تهد سيارتك الفارهة، أو المتواضعة.. إذ ساوت الحفر بين أطياف الطبقة الاجتماعية في (الرزع والخبط)، وليس هناك (أحد أحسن من أحد).


وتذكرنا أيضا تصريح معالي أمين جدة الأستاذ صالح التركي كاشفاً داء الشوارع الذي لن تبرأ منه، كان تصريحاً كشف العلة المخبأة التي لم يتجرأ أي أمين سابق لأن يقول لنا سبب خسف أو انقشاع أو تراكم الحفر في كل شارع..

لا شك أن الغالبية تناقلوا ذلك التصريح حين أشار إلى أن الشارع الذي يقع عليه منزله تمت سفلتته، وتذكرنا تصريح معاليه مع نزول المطر ليكشف أن (السفلتة) لم تكن سوى تراب رش عليه زيت وأسفلت.

وثبّت اتهاماً صريحاً للمقاولين الذين يوكل إليهم بـ(سفلتة) الشوارع، ومع تطبيق العقوبة ضد من لم يلتزم بالشروط والمقاييس، ظل المقاولون على تجاوزاتهم من غير تحسن يذكر..

وتذكرنا تحديد معاليه جهة التقاعس، مؤكداً أن العقوبات لم تفلح في ردع المقاولين من إهمالهم وعدم تقيدهم بالشروط، مضت الأيام والشهور والسنوات ولم نعرف ما هي خطط الأمانة لكف ذلك التقاعس، وذهبت حيرتنا أدراج الرياح فكلما قلنا:

-(طيب والحل؟)

عاد صدى سؤالنا بخيبة الأمل.

ويبدو أن الفكرة التي ألمح إليها الأمين بوضع قوائم أرقام المقاولين ليصبحوا في مواجهة المواطنين، هي فكرة رائدة إذا كان من حق المواطن مقاضاة المقاولين مباشرة فيما تسببوا به من أضرار على المركبات، وحصول المواطنين على تعويضات من قبل المقاول..

تلك الفكرة لم تواصل الحبو أكثر من مترين أو ثلاثة لأن العاصي على جهة حكومية لن يكون ليناً مع مطالب مواطنين لا حول لهم ولا قوة.. وكنت قد نصحت أن نطبق أفعال وحركات أبطال الشخصيات الكرتونية التي إذا واجهت مطبات حملت سياراتها على عواتقها لكي تعبر الحفر والأماكن الخربة.. جميل أن نكون شخصيات كرتونية لمواجهة كل معضلة يعجز المسؤول عن حلها.. ولأننا أمعنا في القيام بالأدوار الكرتونية تمددت الحفر في كل شارع حتى استوطنت الاحياء السكنية، ولم تعد أحياءً بل أراضي مخسوفة!

abdookhal2@yahoo.com