-A +A
سلطان الزايدي
حين يضع سلمان الفرج شروطه قبل التجديد مع الهلال ومثله ياسر الشهراني، فهما يستندان في ذلك على قدراتهما الفنية ومدى حجم تأثيرهما لأي فريق يمكن أن ينتقلا إليه، فهما حاليًا الأفضل في دورينا من بين اللاعبين المحليين، وأعني في ذلك أنه لا يمكن أن تجد مَن يلومهما مهما وضعا من اشتراطاتٍ على إدارة الهلال من أجل التجديد، ففي عالم المستديرة البقاء للأفضل دائمًا مهما بالغ في طلباته، لكن هذه القاعدة لا تسري حاليًا في ملاعبنا إلا على عددٍ بسيطٍ من اللاعبين المحليين، لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، أما البقية فمن الأنسب لهم أن يضعوا نصب أعينهم المرونة في التفاوض حين تنتهي عقودهم، فوجود سبعة أجانب يلغي الكثير من المبالغات في العقود، ويحمي ميزانيات الأندية من ارتفاع فاتورة فريق كرة القدم في النادي، إلا إذا قرر الاتحاد السعودي لكرة القدم تقليص عدد الأجانب، فإننا سنعود إلى المربع الأول الذي يتفوق فيه اللاعب على النادي أثناء تمديد عقده أو الانتقال، فضبط ميزانيات الأندية مرتبط بحجم الإنفاق، وهذا الإنفاق مرتبط باحتياجات الفريق وأهدافه لتوفير الميزانية المناسبة لتحقيق تلك الأهداف.

إن اتحاد الكرة قد يفسد عمله حين يتخلى عن استمرار سبعة أجانب في الفريق الواحد؛ لذا من المهم والضروري أن يبقى العدد كما هو الآن، ونمدد هذه التجربة ثلاثة مواسم قادمة، ومن ثم نراجع التجربة ونحصر إيجابياتها وسلبياتها، وحينها نضع القرار المناسب، لكن أن يتم التقليص في الموسم القادم، فهذا خطأ استراتيجي في عمل اتحاد الكرة، يلغي نتائج الفترات السابقة، ويعيدنا إلى الطريق السابق، ويقلل من وهج الدوري ومنافساته، فوجود الأجانب السبعة لا يجعلك تتوقع فوز فريقٍ على الآخر، وقد حدثت نتائج لم تكن لتحدث في السابق مع أندية ليس لها تاريخٌ مع البطولات، أصبحت الآن تتفوق على أنديةٍ تاريخها حافلٌ بالبطولات، وعلى سبيل المثال لا الحصر -وفي ظل وجود الأجانب السبعة ومن قبلها الثمانية-: كاد الاتحاد أن يهبط لمصافِّ الدرجة الأولى، وهو النادي الكبير والعريق، وصاحب التاريخ المرصّع بالذهب؛ لذا فإن وجود هذا العدد من الأجانب في دورينا له تأثيرٌ إيجابيٌّ على قوة المنافسة، ومَن يتأمل ترتيب دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين في هذا الموسم، ومدى التقارب الكبير في النقاط بين الأندية يشعر بقوة الدوري حتى لو لم يكن متابعًا بالشكل المثالي.


ودمتم بخير..

zaidi161@