-A +A
حمود أبو طالب
كتبت كثيراً مثلما كتب كثير غيري عن تميز تجربة المملكة في التعامل مع جائحة كورونا ابتداءً من اليوم الأول لإعلان الجائحة وصولاً إلى بدء عمل مراكز التطعيم، وفي أكثر من مقال أكدت أنها قصة نجاح وتميز فريدة تتطلب أن يعرفها العالم وتقرأها شعوب الأرض بكل اللغات لما فيها من مضامين وأبعاد إنسانية وحضارية، وتأكيد على التفوق في إدارة الأزمات، وذكرت أنها تحتاج إلى نشر احترافي يليق بها، ولكن للأسف ما زالت قناعتي راسخة بأن إعلامنا الخارجي إلى الآن قاصر جداً عن مواكبة الإنجازات الهائلة التي تحدث في المملكة.

يوم أمس نشرت السيدة هند مانع العتيبة مديرة الاتصال الإستراتيجي بوزارة الخارجية الإماراتية في حسابها بتويتر مقطعاً لمراسلة شبكة CNBC وهي تغطي عمل أحد مراكز لقاحات كورونا في الإمارات وتتلقى جرعة اللقاح فيه، تقرير احترافي على شبكة عالمية سوف يحظى بمشاهدة واسعة، ولكن مع تقديرنا للتجربة الإماراتية واعتزازنا بها فإن التجربة السعودية أوسع نطاقاً وأكثر عدداً ومع ذلك فهي في غاية الدقة والتنظيم، نحن نتحدث عن مرحلة إعطاء اللقاح، أما إذا تحدثنا عن مرحلة إدارة الأزمة منذ البداية فهي لا تقارن، ولكن مع كل ذلك لم نستثمرها إعلامياً ولو بأقل القدر المطلوب.


كثير من السفراء والدبلوماسيين أشادوا بتجربة مراكز اللقاح ولكن في قنواتنا المحلية، وما زال خطابنا موجهاً للداخل الذي يعرف كل التفاصيل ويراها رأي العين، والذي يزور مراكز اللقاح يأسف كثيراً لعدم نقل هذا التميز في وسائل إعلامية عالمية تعطي الصورة الحقيقية لنجاح غير مسبوق.

إننا نهدر فرصاً ثمينة ونظلم وطننا بمثل هذا التقصير غير المبرر لإعلامنا الذي ما زال يفتقر إلى رؤية متقدمة وفكر متطور وإستراتيجية ذكية تتسق مع ما حققته المملكة في كل المجالات وما تطمح إليه.

كاتب سعودي

habutalib@hotmail.com