-A +A
ريهام زامكه
طبعاً صدمكم العنوان، وتوقعتم أن أغثكم بأخبار مزعجة من أول يوم في بداية السنة الجديدة، وهذا ما سيحصل بالفعل، وكما يقولون «إن كان هذا أولها ينعاف تاليها».

كنت أقود سيارتي في أمان الله، وملتزمة بجميع أنظمة المرور وقواعد السلامة من ربط لحزام الأمان والقيادة بمسار منظم تحت السرعة القانونية، واستخدام للإشارات الضوئية عند الانعطاف أو التنبيه، والقيادة بمثالية لدرجة قد تشكرني عليها إدارة المرور وتعطيني شهادة للسائق المثالي.


ويوم الأحد في طريقي بالصُدف قابلت واحد (مهوّي) يقود بسرعة جنونية تعداني ثم صدمني بقوة أصابت قلبي وعقلي (بارتجاج خفيف) لبضع دقائق وكل هذا بسبب تهوره ولأنه قرر فجأة تغيير مساره !

وقد كان الخطأ عليه 173% وليس لديه تأمين، وماشي على الله وبالله، ومن سوء حظي أن وقعت في طريقه ولكن قدر الله وما شاء فعل، والحمد لله أنني بخير وما زلت على قيد الحياة (أعافر) فيها وينطبق عليّ المثل القائل: «عمر الشقي بقي».

وبالطبع، ليس مستغربا أن تواجه مثل هذه الأشكال والأصناف من الناس، الذين لا يحسبون للطريق ولا لأرواحهم وأرواح الآخرين أي حساب، بالعربي (هَمج) ليس لديهم أدنى التزام بقواعد المرور وأنظمة السلامة وآداب القيادة.

لكن ما استغربته، أن الكثير من حولي قالوا لي جملة واحدة اتفقوا عليها: «الحمد لله على السلامة والعوض على الله، لا تاخذين عوض ترى العوض ماهو زين» !!

لا أدري ما هذه (الخُرافة) المنتشرة بين الناس والرجال تحديداً، ولماذا يطلبون من الشخص التنازل عن حقه ويعتبرون العوض أمرا سيئا لا يجب القبول به !

يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (لا ضرر ولا ضرار)، ويفترض على المخطئ تحمل خطئه وإعادة الشيء إلى أصله، أما الإيمان بفكرة أن «العوض ماهو زين» فهذه بلا شك من (التهاويل).

ولا يخفى عليكم، بعضنا يهوى التهاويل والخُرافات ويحبها ويصدق ويؤمن بها، حكوا لي قصة خنفشارية عن شخص قد صدمه شخص آخر، وطلب منه تعويضا وقُدّر بمبلغ 2450 ريالا لإصلاح ما تلف، وبالفعل أخذ منه المبلغ وصلح سيارته وانتهى الأمر بينهما، ولكن بعدها بيومين صدم الشخص الذي أخذ التعويض بالسيارة، والمفاجأة أن تكلفة الإصلاح كانت أيضاً 2450 ريالا بالتمام والكمال يا سبحان الله !!!

ما هذه الخرافات التي يعيش عليها البعض وكيف يصدق الناس بها، قد أتفهم أن لا يقبل شخص العوض أو قيمة تصليح سيارته من الشخص المخطئ لحالة إنسانية لأنه قد يكون فقيرا أو مسكينا، أو يعديها (بمزاجه) كما فعلت أنا، أما أن لا يقبل لخُرافة (معششة) في دماغه فهذا مستغرب وغير منطقي.

ابتعدوا عن الخُرافات والتهاويل، فهذا حق وليس عوضا، ومن أخطأ فليتحمل نتيجة خطئه، جميل بالطبع أن يكون هناك تسامح، ولكن الأجمل أن يلتزم كل سائق ويقود سيارته (بعقله) قبل قدمه.

سامحوني، لأني قد بدأت لكم هذا العام (بصدمة) قبل أن يصدمكم هو (ببلاويه)، لكن هذا ما لديّ لكم اليوم فاحتسبوا الأجر وعوضكم على الله !

Happy New Year واضح جداً

Rehamzamkah@yahoo.com